٥١٤٦ - وَعَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «لَنْ يَهْلِكَ النَّاسُ حَتَّى يُعْذَرُوا مِنْ أَنْفُسِهِمْ» ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.
ــ
٥١٤٦ - (وَعَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ) : بِفَتْحِ مُوَحِّدَةٍ وَسُكُونِ مُعْجَمَةٍ فَمُثَنَّاةٍ فَوْقِيَّةٍ مَفْتُوحَةٍ فِرَاءٍ تَحْتِيَّةٍ مُشَدَّدَةٍ اسْمُهُ سَعِيدُ بْنُ فَيْرُوزَ، ذَكَرَهُ الْمُؤَلِّفُ فِي التَّابِعِينَ وَقَالَ: حَدِيثُهُ فِي رُؤْيَةِ الْهِلَالِ (عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَكُلُّهُمْ عُدُولٌ فَلَا تَضُرُّ جَهَالَتُهُ وَلَا تُوهِمُ إِرْسَالَهُ (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَنْ يَهْلِكَ) : بِفَتْحٍ ثُمَّ كَسْرٍ أَيْ لَنْ يَفْسُدَ وَلَنْ يَتْلِفَ (النَّاسُ) أَيْ: دِينُهُمْ وَكَمَالُهُمْ، أَوْ مَعْنَاهُ لَنْ يُعَذَّبُوا فِي الدُّنْيَا (حَتَّى يُعْذَرُوا) : بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الذَّالِ وَيُفْتَحُ، وَفِي نُسْخَةٍ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ (مِنْ أَنْفُسِهِمْ) : قَالَ الْقَاضِي رَحِمَهُ اللَّهُ: قِيلَ إِنَّهُ مِنْ أَعْذَرَ فُلَانٌ إِذَا كَثُرَ ذَنْبُهُ، فَكَأَنَّهُ سُلِبَ عُذْرُهُ بِكَثْرَةِ اقْتِرَافِ الذُّنُوبِ، أَوْ مِنْ أَعْذَرَ غَيْرَهُ إِذَا جَعَلَهُ مَعْذُورًا، فَكَأَنَّهُمْ أَعْذَرُوا مَنْ يُعَاقِبُهُمْ بِكَثْرَةِ ذُنُوبِهِمْ، أَوْ مِنْ أَعْذَرَ أَيْ: صَارَ ذَا عُذْرٍ، وَالْمَعْنَى حَتَّى يُذْنِبُونَ فَيَعْذِرُونَ أَنْفُسَهُمْ بِتَأْوِيلَاتٍ زَائِغَةٍ وَأَعْذَارٍ فَاسِدَةٍ مِنْ قَبْلِهَا، وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا. قَالَ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: الْوَجْهُ الثَّالِثُ أَنْسَبُ بِبَابِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ كَأَنَّ النَّاهِيَ يُنْكِرُ عَلَيْهِ ذَنْبَهُ وَهُوَ يَتَبَرَّأُ مِنَ الذَّنْبِ، وَيُعَذِّبُ لِنَفْسِهِ وَلِإِقْدَامِهِ عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْنُ الْمَلَكِ رَحِمَهُ اللَّهُ: هُوَ مِنْ أَعْذَرَ الرَّجُلُ إِذَا صَارَ ذَا ذَنْبٍ كَثِيرٍ أَيْ: حَتَّى تَكْثُرَ ذُنُوبُهُمْ وَعُيُوبُهُمْ، فَيَسْتَوْجِبُوا الْعُقُوبَةَ وَيُقِيمُوا لِمَنْ عَاقَبَهُمُ الْعُذْرَ فِي ذَلِكَ، وَمِنْ لِلتَّبْيِينِ أَيْ: تَكْثُرُ ذُنُوبُ أَنْفُسِهِمْ لَا ذُنُوبَ غَيْرِهِمْ، وَيُرْوَى بِبِنَاءِ الْمَجْهُولِ مِنْ أَعْذَرَهُ إِذَا سَلَبَ عُذْرَهُ أَيْ: حَتَّى يَجْعَلَهُمُ اللَّهُ بِحَيْثُ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى الْعُذْرِ بِأَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِمُ الرُّسُلَ حَتَّى يُبَيِّنُوا لَهُمُ الرَّشَادَ مِنَ الضَّلَالِ، وَالْحَلَالَ مِنَ الْحَرَامِ، وَالْحَقَّ مِنَ الْبَاطِلِ، وَيُرْوَى بِفَتْحِ الْيَاءِ أَيْ: حَتَّى يَعْذُرُوا أَنْفُسَهُمْ بِتَأْوِيلَاتٍ زَائِغَةٍ وَأَعْذَارٍ بَاطِلَةٍ. (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ) : وَكَذَا الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute