٥٢٠٢ - وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - «أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ تُوُفِّيَ وَتَرَكَ دِينَارًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيَّةٌ " قَالَ: ثُمَّ تُوُفِّيَ آخَرُ فَتَرَكَ دِينَارَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيَّتَانِ» . رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي (شُعَبِ الْإِيمَانِ) .
ــ
٥٢٠٢ - (وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ) : فِي النِّهَايَةِ: هُمُ الْفُقَرَاءُ الْمُهَاجِرُونَ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَنْزِلٌ يَسْكُنُهُ، وَكَانُوا يَأْوُونَ إِلَى مَوْضِعٍ مُظَلَّلٍ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ يَسْكُنُونَهُ. قَالَ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: وَفِي وَصْفِ الرَّجُلِ بِهَذَا النَّعْتِ إِشْعَارٌ بِأَنَّ الْحُكْمَ الَّذِي يَلِيهِ مُعَلِّلٌ بِهِ يَعْنِي انْتِمَاءَهُ إِلَى الْفُقَرَاءِ الَّذِينَ زَهِدُوا فِي الدُّنْيَا مَعَ وُجُودِ الدِّينَارَيْنِ أَوِ الدِّينَارِ، دَعْوَى كَاذِبَةٌ يَسْتَحِقُّ بِهِ الْعِقَابَ، وَإِلَّا فَقَدَ كَانَ كَثِيرٌ مِنَ الصَّحَابَةِ، كَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ، يَقْتَنُونَ الْأَمْوَالَ وَيَتَصَرَّفُونَ فِيهَا، وَمَا عَلَيْهِمْ أَحَدٌ مِمَّنْ أَعْرَضَ عَنِ الْفِتْنَةِ ; لِأَنَّ الْإِعْرَاضَ اخْتِيَارٌ لِلْأَفْضَلِ وَإِلَّا دَخَلَ فِي الْوَرَعِ وَالزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا، وَالْإِقْنَاعُ فِيهَا مُبَاحٌ مُرَخَّصٌ لَا يُذَمُّ صَاحِبُهُ، وَلِكُلِّ شَيْءٍ حَدٌّ، وَالْحَاصِلُ أَنَّ رَجُلًا مِنْهُمْ (تُوُفِّيَ) : بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ، وَجُوِّزَ الْمَعْلُومُ أَيْ: قُبِضَ وَمَاتَ (وَتَرَكَ دِينَارًا) أَيْ: وُجِدَ عِنْدَهُ أَوْ عِنْدَ غَيْرِهِ (فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيَّةٌ ") أَيْ: هُوَ كَيَّةٌ لِلْمُبَالَغَةِ أَوْ سَبَبُ كَيَّةٍ أَوْ آلَةٌ، وَهُوَ الْأَظْهَرُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ} [التوبة: ٣٥] الْآيَةَ. (قَالَ) أَيِ: الرَّاوِي (ثُمَّ تُوِفِّيَ آخَرُ) أَيْ: مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ (فَتَرَكَ دِينَارَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيَّتَانِ ") : وَتَوْضِيحُ الْمَرَامِ فِي هَذَا الْمَقَامِ أَنَّهُمَا لَمَّا كَانَا مَعَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute