٥٢٠٣ - «وَعَنْ مُعَاوِيَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى خَالِهِ أَبِي هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ يَعُودُ، فَبَكَى أَبُو هَاشِمٍ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ يَا خَالِ؟ أَوَجَعٌ يُشْئِزُكَ أَمْ حِرْصٌ عَلَى الدُّنْيَا؟ قَالَ: كَلَّا وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا لَمْ آخُذْ بِهِ قَالَ: وَمَا ذَلِكَ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " إِنَّمَا يَكْفِيكَ مِنْ جَمْعِ الْمَالِ خَادِمٌ وَمَرْكَبٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " وَإِنِّي أَرَانِي قَدْ جَمَعْتُ» . رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ.
ــ
٥٢٠٣ - (وَعَنْ مُعَاوِيَةَ) أَيِ: ابْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَهُوَ خَالُ الْمُؤْمِنِينَ (أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى خَالِهِ) أَيِ: النَّسَبِيُّ (أَبِي هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ) : وَمَرَّ تَرْجَمَتُهُ (يَعُودُهُ) : حَالٌ أَوِ اسْتِئْنَافُ بَيَانٍ أَيْ: يَزُورُهُ لِمَرَضِهِ (فَبَكَى أَبُو هَاشِمٍ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ) أَيْ: أَيُّ شَيْءٍ يَجْعَلُكَ بَاكِيًا (يَا خَالِ؟) : بِكَسْرِ اللَّامِ، وَفِي نُسْخَةٍ بِضَمِّهَا عَلَى حَدِّ: يَا غُلَامُ! (" أَوَجَعٌ يُشْئِزُكَ ") : بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الْهَمْزَةِ أَيْ: يُقْلِقُكَ وَيُتْعِبُكَ فَيُبْكِيكَ، فَفِي الْقَامُوسِ: شَئِزَ شَأْزًا غَلُظَ وَاشْتَدَّ، وَيُقَالُ قَلِقَ وَأَشْأَزَهُ أَقْلَقَهُ. (" أَمْ حِرْصٌ عَلَى الدُّنْيَا؟ ") أَيْ: يَقْلَعُكَ فَيُبْكِيكَ وَفِيهِ تَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّ الْأَمْرَ لَا يَخْلُو إِمَّا مِنِ اشْتِدَادِ مَرَضٍ صُورِيٍّ، أَوْ عَرَضٍ مَعْنَوِيٍّ، يَكُونُ كَانَ مِنْهُمَا بَاعِثًا عَلَى نَكَدٍ ظَاهِرِيٍّ وَبَاطِنِيٍّ. (قَالَ: كَلَّا) أَيِ: ارْتَدِعْ عَنْ حُسْبَانِكَ كَلَّا، وَمَعْنَاهُ لَيْسَ الْبَاعِثُ أَحَدَهُمَا، (وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيْنَا عَهْدًا لَمْ آخُذْ بِهِ) : وَالْمُرَادُ بِالْعَهْدِ إِمَّا وَصِيَّةٌ عَامَّةٌ، أَوْ مُبَايَعَةٌ خَاصَّةٌ (قَالَ: وَمَا ذَلِكَ؟) أَيِ: الْعَهْدُ وَفِي نُسْخَةٍ وَمَا ذَاكَ (قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " إِنَّمَا يَكْفِيكَ مِنْ جَمْعِ الْمَالِ ") أَيِ: الَّذِي يُحَصِّلُ الْمَنَالَ فِي الْمَالِ (" خَادِمٌ وَمَرْكَبٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَإِنِّي أُرَانِي) : بِضَمِّ الْهَمْزَةِ أَيْ: أَظُنُّ، وَفِي نُسْخَةٍ بِفَتْحِهَا أَيْ: أُبْصِرُ أَوْ أَعْلَمُ (قَدْ جَمَعْتُ) أَيْ: زِيَادَةً عَلَى مَا عَهِدْتُ، وَأَغْرَبَ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ حَيْثُ قَالَ: حَذَفَ مُتَعَلِّقَهُ لِيَدُلَّ عَلَى الْكَثْرَةِ مِنْ أَنْوَاعِ الْمَالِ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ بِالْحَالِ. (رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute