٥٢١٩ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يَبْلُغُ بِهِ، قَالَ: (إِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: مَا قَدَّمَ؟ وَقَالَ بَنُو آدَمَ: مَا خَلَّفَ؟ ". رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي (شُعَبِ الْإِيمَانِ) .
ــ
٥٢١٩ - (وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ) : بِفَتْحِ الْيَاءِ (بِهِ) : وَالْيَاءُ لِلتَّعْدِيَةِ وَالْمَعْنَى يَرْفَعُ مَرْوِيَّهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (قَالَ: " إِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ ") : قَالَ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: هُوَ مِنْ بَابِ الْمَجَازِ بِاعْتِبَارِ مَا يَؤُولُ فَإِنَّ الْمَيِّتَ لَا يَمُوتُ بَلِ الْحَيُّ هُوَ الَّذِي يَمُوتُ. قُلْتُ: إِلَّا الْحَيَّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، وَفِي الْكَشَّافِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمُ الْحَجَّ فَلْيُعَجِّلْ، فَإِنَّهُ يَمْرَضُ الْمَرِيضُ، وَتَضِلُّ الضَّالَّةُ، فَسَمَّى الْمُشَارِفَ لِلْمَرَضِ وَالضَّلَالِ مَرِيضًا وَضَالَّةً، وَعَلَى هَذَا يُسَمَّى الْمُشَارِفُ لِلْمَوْتِ مَيِّتًا: قُلْتُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: ٣٠] وَمَآلُ الْقَوْلَيْنِ وَاحِدٌ وَإِنَّمَا الْخِلَافُ بِاعْتِبَارِ النَّظَرِ فِي أَوَّلِ أَمْرِهِ أَوْ آخِرِ حَالِهِ، كَنَظَرِ الصُّوفِيَّةِ فِي أَمْرِ السَّابِقَةِ وَاللَّاحِقَةِ، وَالْأُولَى هِيَ الْأُولَى. (" قَالَتْ ") وَفِي رِوَايَةِ الْجَامِعِ تَقُولُ: (" الْمَلَائِكَةُ: مَا قَدَّمَ ") بِتَشْدِيدِ الدَّالِ أَيْ: مِنَ الْأَعْمَالِ: (" وَقَالَ بَنُو آدَمَ ") وَفِي رِوَايَةِ الْجَامِعِ: وَيَقُولُ النَّاسُ (مَا خَلَّفَ؟) بِتَشْدِيدِ اللَّامِ أَيْ: أَخَّرَ مِنَ الْأَمْوَالِ قَالَ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: وَفَائِدَتُهُ اهْتِمَامُ شَأْنِ الْمَلَائِكَةِ بِالْأَعْمَالِ، أَيْ: مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلٍ حَتَّى يُثَابَ بِهِ، أَوْ يُعَاقَبَ عَلَيْهِ، وَاهْتِمَامُ الْوُرَّاثِ بِمَالِهِ لِيَرِثُوهُ. (رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الْإِيمَانِ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute