٥٣٣٨ - وَعَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ حَبِيبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِنِّي لَسْتُ كُلَّ كَلَامِ الْحَكِيمِ أَتَقَبَّلُ، وَلَكِنْ أَتَقَبَّلُ هَمَّهُ وَهَوَاهُ، فَإِنْ كَانَ هَمُّهُ وَهَوَاهُ فِي طَاعَتِي جَعَلْتُ صَمْتَهُ حَمْدًا لِي وَوَقَارًا وَإِنْ لَمْ يَتَكَلَّمْ» ". رَوَاهُ الدَّارِمِيُّ.
ــ
٥٣٣٨ - (وَعَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ حَبِيبٍ) : لَمْ يَذْكُرْهُ الْمُؤَلِّفُ فِي أَسْمَائِهِ، (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى " إِنِّي لَسْتُ كُلَّ كَلَامِ الْحَكِيمِ ") أَيْ: جَمِيعَ قَوْلِ الْعَالِمِ، وَهُوَ مَفْعُولٌ مُقَدَّمٌ لِخَبَرِ لَيْسَ، وَهُوَ قَوْلُهُ: (" أَتَقَبَّلُ ") : لِأَنِّي لَا أَنْظُرُ إِلَى الْأَقْوَالِ وَحَرَكَةِ اللِّسَانِ، بَلْ أَنْظُرُ إِلَى الْأَحْوَالِ وَبَرَكَةِ الْجِنَانِ، وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِ: (" وَلَكِنِّي أَتَقَبَّلُ هَمَّهُ ") أَيْ: نِيَّتَهُ، وَلَوْ كَانَتْ فِي أَوَائِلِ مَرَاتِبِ الْخَوَاطِرِ (" وَهَوَاهُ ") أَيْ: قَصْدَهُ الْمُقَرَّرَ فِي الْأَوَاخِرِ ; لِأَنَّ نِيَّةَ الْمُؤْمِنِ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِهِ، حَتَّى لَهُ الْأَجْرُ عَلَى طُولِ أَمَلِهِ وَلَوْ بَعْدَ حُلُولِ أَجَلِهِ، (" فَإِنَّ هَمَّهُ وَهَوَاهُ فِي طَاعَتِي ") أَيْ: فِي مُوَافَقَتِي (" جَعَلْتُ صَمْتَهُ ") أَيْ: سُكُونَهُ (" حَمْدًا لِي ") أَيْ: بِمَنْزِلَةِ الثَّنَاءِ اللِّسَانِيِّ عَلَيَّ (وَوَقَارًا) أَيْ: سَكِينَةً وَطُمَأْنِينَةً وَرَزَانَةً فِي الْحِلْمِ، وَمَتَانَةً فِي الْعِلْمِ، (" وَلَوْ لَمْ يَتَكَلَّمْ ") أَيْ: بِالْحَمْدِ وَنَحْوِهِ وَمَفْهُومِهِ، فَإِنْ كَانَ هَمُّهُ وَهَوَاهُ فِي مَعْصِيَتِي أَيْ مُخَالَفَتِي جَعَلْتُ كَلَامَهُ وِزْرًا، وَإِنْ تَكَلَّمَ بِالْحَمْدِ وَأَظْهَرَ عِلْمًا وَذِكْرًا. (رَوَاهُ الدَّارِمِيُّ) فِي مُسْنَدِهِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute