٥٤٢٧ - وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ: «يُوشِكُ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يُحَاصَرُوا إِلَى الْمَدِينَةِ، حَتَّى يَكُونَ أَبْعَدَ مَسَالِحِهِمْ سَلَاحٌ وَسَلَاحٌ: قَرِيبٌ مِنْ خَيْبَرَ» . رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.
ــ
٥٤٢٧ - (وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: يُوشِكُ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يُحَاصَرُوا) عَلَى بِنَاءِ الْمَجْهُولِ أَيْ يُحْبَسُوا وَيُضْطَرُّوا وَيَلْتَجِئُوا (إِلَى الْمَدِينَةِ) أَيْ: مَدِينَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِمُحَاصَرَةِ الْعَدُوِّ إِيَّاهُمْ، أَوْ يَفِرُّ الْمُسْلِمُونَ مِنَ الْكُفَّارِ، وَيَجْتَمِعُونَ بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَسَلَاحٍ، وَهُوَ مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنْ خَيْبَرَ، أَوْ بَعْضُهُمْ دَخَلُوا فِي حِصْنِ الْمَدِينَةِ، وَبَعْضُهُمْ ثَبَتُوا حَوَالَيْهَا احْتِرَاسًا عَلَيْهَا، وَهَذَا الْمَعْنَى أَظْهَرُ بِقَوْلِهِ: (حَتَّى يَكُونَ أَبْعَدَ مَسَالِحِهِمْ) بِفَتْحِ الْمِيمِ (سَلَاحٌ) بِفَتْحِ السِّينِ، وَقَدْ ضُبِطَ بِرَفْعِهِ مَضْمُومًا عَلَى أَنَّهُ اسْمٌ مُؤَخَّرٌ، وَالْخَبَرُ قَوْلُهُ: أَبْعَدُ، وَفِي نُسْخَةٍ بِرَفْعِهِ مُنُوَّنًا، وَفِي أُخْرَى بِكَسْرِ الْحَاءِ، فَفِي الْقَامُوسِ: سَلَاحٌ كَسَحَابٍ وَقَطَامَ مَوْضِعٌ أَسْفَلَ خَيْبَرَ، وَقَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: سَلَاحٌ هُوَ مُنَوَّنٌ فِي نُسْخَةٍ، وَبُنِيَ عَلَى الْكَسْرِ فِي أُخْرَى، وَقِيلَ: مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ فِي الْحِجَازِ غَيْرُ مُنْصَرِفٍ فِي بَنِي تَمِيمٍ، ثُمَّ فِي النِّهَايَةِ الْمَسَالِحُ: جَمْعُ الْمُسَلَّحِ، وَالْمُسَلَّحَةُ الْقَوْمُ الَّذِينَ يَحْفَظُونَ الثُّغُورَ مِنَ الْعَدُوِّ، وَسُمُّوا مُسَلَّحَةً لِأَنَّهُمْ يَكُونُونَ ذَوِي سِلَاحٍ، أَوْ لِأَنَّهُمْ يَسْكُنُونَ الْمَسْلَحَةَ، وَهِيَ كَالثَّغْرِ، وَالْمَرْقَبُ يَكُونُ فِيهِ أَقْوَامٌ يَرْقُبُونَ الْعَدُوَّ ; لِئَلَّا يَطْرُقَهُمْ عَلَى غَفْلَةٍ، فَإِذَا رَأَوْا أَعْلَمُوا أَصْحَابَهُمْ ; لِيَتَأَهَّبُوا لَهُ. (وَسَلَاحٌ: قَرِيبٌ) أَيْ: مَوْضِعٌ قَرِيبٌ (مِنْ خَيْبَرَ) : وَهَذَا تَفْسِيرٌ مِنَ الرَّاوِي، وَالْمَعْنَى: أَبْعَدُ ثُغُورِهِمْ هَذَا الْمَوْضِعُ الْقَرِيبُ مِنْ خَيْبَرَ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى كَمَالِ التَّضْيِيقِ عَلَيْهِمْ وَإِحَاطَةِ الْكُفَّارِ حَوَالَيْهِمْ. (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute