٥٤٢٦ - وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " «بَيْنَ الْمَلْحَمَةِ وَفَتْحِ الْمَدِينَةِ سِتُّ سِنِينَ، وَيَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي السَّابِعَةِ» ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَقَالَ: هَذَا أَصَحُّ.
ــ
٥٤٢٦ - (وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ) : بِضَمِّ مُوَحَّدَةٍ وَسُكُونِ مُهْمَلَةٍ (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " بَيْنَ الْمَلْحَمَةِ وَفَتْحِ الْمَدِينَةِ ") : أَرَادَ بِأَحَدِهِمَا الْمَدِينَةَ السَّابِقَةَ، وَبِالْأُخْرَى الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ، وَهَذَا نَصٌّ فِي الْمُغَايَرَةِ بَيْنَهُمَا، وَقَوْلُهُ: (" سِتُّ سِنِينَ ") مُشْكِلٌ مُخَالِفٌ لِمَا تَقَدَّمَ، وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ اللَّامُ فِي الْمَلْحَمَةِ غَيْرُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ مِنْ سَائِرِ الْمَلَاحِمِ، فَاللَّامُ لِلْعَهْدِ بِالنَّظَرِ إِلَى مَلْحَمَةٍ سَابِقِةٍ ; وَيَدُلُّ عَلَيْهِ أَنَّهَا مَا وُصِفَتْ بِالْعُظْمَى وَنَحْوَهُ. (" وَيَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي السَّابِعَةِ ") أَيْ: فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ فِي آخِرِ السَّادِسَةِ الَّتِي فِيهَا فَتْحُ الْمَدِينَةِ، وَأَوَّلِ السَّابِعَةِ الَّتِي رَجَعَ الْمُسْلِمُونَ عَنْهَا إِلَى الدَّجَّالِ، وَأَمَّا مَا قِيلَ مِنْ أَنَّهُ لَا يَبْعُدُ مِنْ أَنْ يُشْتَبَهَ سَبْعُ سِنِينَ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ، فَفِي غَايَةٍ مِنَ الْبُعْدِ. (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ) ، وَكَذَا ابْنُ مَاجَهْ، (وَقَالَ: هَذَا أَصَحُّ) أَيْ: مِنَ الْحَدِيثِ السَّابِقِ، فَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ التَّعَارُضَ ثَابِتٌ وَالْجَمْعُ مُمْتَنِعٌ، وَالْأَصَحُّ هُوَ الْمَرْجِعُ، وَحَاصِلُهُ أَنَّ بَيْنَ الْمَلْحَمَةِ الْعُظْمَى، وَبَيْنَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ سَبْعُ سِنِينَ أَصَحُّ مِنْ سَبْعَةِ أَشْهُرٍ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute