٥٥١٩ - وَعَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: " «لَا يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى يُعْبَدَ اللَّاتُ وَالْعُزَّى ". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: ٣٣] أَنَّ ذَلِكَ تَامًّا قَالَ: إِنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا طَيِّبَةً، فَتُوُفِّيَ كُلُّ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ ; فَيَبْقَى مَنْ لَا خَيْرَ فِيهِ، فَيَرْجِعُونَ إِلَى دِينِ آبَائِهِمْ» ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
ــ
٥٥١٩ - (وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: " لَا يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ") أَيْ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ (حَتَّى يَعْبُدَ) : بِالتَّذْكِيرِ وَجُوزَ تَأْنِيثُهُ (اللَّاتُ) : صَنَمٌ لِثَقِيفٍ (وَالْعُزَّى) : بِضَمِّ عَيْنٍ فَتَشْدِيدِ زَايٍ صَنَمٌ لِغَطَفَانَ، (فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنْ كُنْتُ لَأَظُنَّ) : إِنْ هِيَ الْمُخَفَّفَةُ مِنَ الْمُثَقَّلَةِ وَاللَّامُ هِيَ الْفَارِقَةُ. قَالَ الْمُظْهِرُ: تَقْدِيرُهُ أَنَّهُ كُنْتُ لَأَظُنُّ يَعْنِي أَنَّ الشَّأْنَ كُنْتُ لَأَحْسَبُ (حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى} [التوبة: ٣٣] أَيْ: بِالتَّوْحِيدِ وَدِينِ الْحَقِّ أَيْ: وَبِالشَّرِيعَةِ الثَّابِتَةِ، وَلَمَّا كَانَ مُؤَدَّاهُمَا وَاحِدًا أُفْرِدَ الضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ: لِيُظْهِرَهُ أَيْ: لِيُعْلِيَهُ وَيُغَلِّبَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ أَيْ: عَلَى الْأَدْيَانِ جَمِيعِهَا، بَاطِلِهَا بَرَدِّهَا، وَحَقِّهَا بِنَسْخِهَا وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ أَيْ: مَا عَلَيْهِ الْمُوَحِّدُونَ الْمُخْلِصُونَ (أَنَّ ذَلِكَ) : بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ مَفْعُولٌ لِأَظُنُّ، وَحِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ: ظَرْفٌ لَهُ، أَيْ: كُنْتُ أَظُنُّ حِينَ إِنْزَالِ تِلْكَ الْآيَةِ أَنَّ ذَلِكَ الْحُكْمَ الْمَذْكُورَ الْمُسْتَفَادَ مِنْهَا يَكُونُ (تَامًّا) أَيْ: عَامِلًا كَامِلًا شَامِلًا لِلْأَزْمِنَةِ كُلِّهَا، فَنَصْبُهُ بِالْكَوْنِ الْمُقَدَّرِ، وَفِي نُسْخَةٍ صَحِيحَةٍ تَامٌّ بِالرَّفْعِ، وَالْمَعْنَى أَنَّ مَا ذُكِرَ مِنْ عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ قَدْ تَمَّ وَاخْتُتِمَ وَغَدَا، وَلَا يَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ أَبَدًا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute