الِالْتِقَاءِ وَالْإِصْغَاءِ وَمَا بَعْدَهُ عَلَى الْحَقِيقَةِ، وَأَنَّهُ عِبَادَةٌ لِصَاحِبِهِ، بَلْ هُوَ مُكَلَّفٌ بِهِ، وَقَالَ الْقَاضِي - رَحِمَهُ اللَّهُ: مَعْنَاهُ كَيْفَ يَطِيبُ عَيْشِي، وَقَدْ قَرُبَ أَنْ يُنْفَخَ فِي الصُّورِ، فَكَنَّى عَنْ ذَلِكَ بِأَنَّ صَاحِبَ الصُّورِ وَضَعَ رَأْسَ الصُّورِ فِي فَمِهِ، وَهُوَ مُتَرَصِّدٌ مُتَرَقِّبٌ لِأَنْ يُؤْمَرَ فَيَنْفُخَ فِيهِ. (فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَمَا تَأْمُرُنَا؟) أَيْ: أَنْ نَقُولَ الْآنَ، أَوْ حِينَئِذٍ، أَوْ مُطْلَقًا عِنْدَ الشَّدَائِدِ (قَالَ: " قُولُوا حَسْبُنَا اللَّهُ ") : مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ أَيْ: كَافِينَا اللَّهُ (وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) : فَعِيلٌ بِمَعْنَى الْمَفْعُولِ، وَالْمَخْصُوصُ بِالْمَدْحِ مَحْذُوفٌ أَيْ: نِعْمَ الْمَوْكُولُ إِلَيْهِ اللَّهُ. (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ) ، وَكَذَا الْحَاكِمُ، وَصَحَّحَهُ عَنْهُ، وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَيْرَكُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ قَالُوا لَهُ: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ} [آل عمران: ١٧٣] الْآيَةَ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute