الْفَصْلُ الثَّالِثُ
٥٦٠٧ - «عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " إِنَّ أَمَامَكُمْ حَوْضِي، مَا بَيْنَ جَنْبَيْهِ كَمَا بَيْنَ جَرْبَاءَ وَأَذْرُحَ» . قَالَ بَعْضُ الرُّوَاةِ: هُمَا قَرْيَتَانِ بِالشَّامِ، بَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ ثَلَاثِ لَيَالِيَ. وَفِي رِوَايَةٍ: ( «فِيهِ أَبَارِيقُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ وَرَدَهُ فَشَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا» ) . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ــ
٥٦٠٧ - (عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: إِنَّ أَمَامَكُمْ) : بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، أَيْ: قُدَّامَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (حَوْضِي) أَيْ: بَعْدَ الصِّرَاطِ (مَا بَيْنَ جَنْبَيْهِ) أَيْ: طَرَفَيْهِ (كَمَا بَيْنَ جَرْبَاءَ) : بِفَتْحِ جِيمٍ وَسُكُونِ رَاءٍ مُوَحَّدَةٍ مَمْدُودَةٍ (وَأَذْرُحَ) : بِفَتْحِ هَمْزٍ وَسُكُونِ ذَالٍ مُعْجَمَةٍ وَضَمِّ رَاءٍ وَبِحَاءٍ مُهْمَلَةٍ غَيْرُ مُنْصَرِفَيْنِ. (قَالَ بَعْضُ الرُّوَاةِ) أَيْ: رُوَاةِ هَذَا الْحَدِيثِ (هُمَا قَرْيَتَانِ بِالشَّامِ، بَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ ثَلَاثِ لَيَالٍ) ، قَالَ صَاحِبُ الْقَامُوسِ: الْجَرْبَاءُ قَرْيَةٌ بِجَنْبِ أَذْرُحَ، وَغَلِطَ مَنْ قَالَ بَيْنَهُمَا ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، وَإِنَّمَا الْوَهْمُ مِنْ رُوَاةِ الْحَدِيثِ مِنْ إِسْقَاطِ زِيَادَةٍ، ذَكَرَهَا الدَّارَقُطْنِيُّ، وَهِيَ مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْ حَوْضِي، كَمَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَجَرْبَاءَ وَأَذْرُحَ. (وَفِي رِوَايَةٍ: فِيهِ) أَيْ: مَوْضُوعٌ فِي أَطْرَافِهِ أَوْ عَلَى جَوَانِبِهِ (أَبَارِيقُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ) أَيْ: فِي الْكَثْرَةِ وَصَفَاءِ الضِّيَاءِ (مَنْ وَرَدَهُ فَشَرِبَ مِنْهُ) أَيْ: شَرْبَةً (لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا) أَيْ: بَعْدَ تِلْكَ الشَّرْبَةِ أَوْ بَعْدَ الشُّرْبِ، وَهُوَ مَصْدَرٌ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ (أَبَدًا) أَيْ: دَائِمًا سَرْمَدًا، فَيَكُونُ شُرْبُهُ الْأَشْرِبَةَ فِي الْجَنَّةِ بَعْدَهَا بِنَاءً عَلَى التَّلَذُّذِ وَالتَّفَكُّهِ وَالتَّكَيُّفِ بِهَا. (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) ، وَرَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ عَنْهُ بِلَفْظِ: ( «الْكَوْثَرُ نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ، حَافَتَاهُ مِنْ ذَهَبٍ وَمَجْرَاهُ عَلَى الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ، تُرْبَتُهُ أَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ، وَمَاؤُهُ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ» ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute