٥٦٤٩ - وَعَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَمُجْتَمَعًا لِلْحُورِ الْعِينِ، يَرْفَعْنَ بِأَصْوَاتٍ لَمْ تَسْمَعِ الْخَلَائِقُ مِثْلَهَا، يَقُلْنَ: نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلَا نَبِيدُ، وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلَا نَبْأَسُ، وَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلَا نَسْخَطُ، طُوبَى لِمَنْ كَانَ لَنَا وَكُنَّا لَهُ» ". (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ) .
ــ
٥٦٤٩ - (وَعَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَمُجْتَمَعًا» ) بِفَتْحِ الْمِيمِ الثَّانِيَةِ أَيْ: مَوْضِعًا لِلِاجْتِمَاعِ أَوِ اجْتِمَاعًا (لِلْحُورِ الْعِينِ) قَالَ الرَّاغِبُ: الْحُورُ جَمْعُ أَحْوَرَ وَحَوْرَاءَ، وَالْحَوَرُ قِيلَ: ظُهُورُ قَلِيلٍ مِنَ الْبَيَاضِ فِي الْعَيْنِ مِنْ بَيْنِ السَّوَادِ، وَذَلِكَ نِهَايَةُ الْحُسْنِ مِنَ الْعَيْنِ، وَيُقَالُ لِلْبَقْرِ الْوَحْشِيِّ أَعْيَنُ وَعَيْنَاءُ؛ لِحُسْنِ عَيْنِهَا، وَجَمْعِهَا عِينٌ، وَبِهَا شُبِّهَ النِّسَاءُ. قَالَ تَعَالَى: {وَحُورٌ عِينٌ - كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} [الواقعة: ٢٢ - ٢٣] وَرَوَى ابْنُ مَاجَهْ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «الْحُورُ الْعِينِ خُلِقْنَ مِنْ تَسْبِيحِ الْمَلَائِكَةِ» ". وَرَوَى ابْنُ مَرْدَوَيْهِ، وَالْخَطِيبُ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا " «الْحُورُ الْعِينُ خُلِقْنَ مِنَ الزَّعْفَرَانِ» ". قُلْتُ: وَلَا تَنَافِيَ بَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ؛ لِأَنَّ " مِنْ " تَعْلِيلِيَّةٌ فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ، فَتَأَمَّلْ. (يَرْفَعْنَ بِأَصْوَاتٍ) الْبَاءُ الزَّائِدَةُ تَأْكِيدٌ لِلتَّعْدِيَةِ، أَوْ أَرَادَ بِالْأَصْوَاتِ النَّغَمَاتِ، وَالْمَفْعُولُ مَحْذُوفٌ أَيْ: يَرْفَعْنَ أَصْوَاتَهُنَّ بِأَنْغَامٍ ( «لَمْ تَسْمَعِ الْخَلَائِقُ مِثْلَهَا، يَقُلْنَ: نَحْنُ الْخَالِدَاتُ» ) أَيِ الدَّائِمَاتُ فِي الْغِنَى وَالْمَغْنَى (فَلَا نَبِيدُ) مِنْ بَادَ هَلَكَ وَفَنِيَ، أَيْ: فَلَا نَفْنَى (وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ) أَيِ الْمُتَنَعِّمَاتُ (فَلَا نَبْأَسُ) أَيْ: فَلَا نَصِيرُ فَقِيرَاتٍ وَمُحْتَاجَاتٍ إِلَى غَيْرِ الْمَوْلَى، (وَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ) أَيْ: عَنْ رَبِّنَا أَوْ عَنْ أَصْحَابِنَا (فَلَا نَسْخَطُ) : فِي حَالٍ مِنَ الْحَالَاتِ (طُوبَى) أَيِ الْحَالَةُ الطَّيِّبَةُ (لِمَنْ كَانَ لَنَا وَكُنَّا لَهُ) أَيْ: فِي الْجَنَّاتِ الْعَالِيَاتِ. (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute