(قَالَ) أَيِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (يُقَرَّبُ) بِفَتْحِ الرَّاءِ الْمُشَدَّدَةِ أَيْ يُؤْتَى بِالصَّدِيدِ قَرِيبًا (إِلَى فِيهِ) أَيْ إِلَى فَمِ الْعَاصِي (فَيَكْرَهُهُ) ، أَيْ لِعُفُونَتِهِ وَسُخُونَتِهِ (فَإِذَا " أُدْنِيَ) بِصِيَغِةِ الْمَجْهُولِ أَيْ زِيدَ فِي قُرْبِهِ (مِنْهُ) أَيْ مِنَ الْمَعَاصِي أَوْ مِنْ فَمِهِ (شَوَى) أَيْ أَحْرَقَ (وَجْهَهُ، وَوَقَعَتْ) أَيْ سَقَطَتْ (فَرْوَةُ رَأْسِهِ) ، أَيْ جِلْدَتُهُ (فَإِذَا شَرِبَ) أَيْ مَاءَ الصَّدِيدِ الْحَارَّ الشَّدِيدَ (قَطَّعَ أَمْعَاءَهُ) ، بِتَشْدِيدِ الطَّاءِ لِلْمُبَالَغَةِ وَالتَّكْثِيرِ (حَتَّى تَخْرُجَ) أَيْ أَمْعَاؤُهُ، وَفِي نُسْخَةٍ بِالْيَاءِ أَيِ الصَّدِيدُ (مِنْ دُبُرِهِ) ، بِضَمَّتَيْنِ وَهُوَ ضِدُّ الْقُبُلِ (يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: {وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} [محمد: ١٥] وَيَقُولُ) أَيِ اللَّهُ تَعَالَى فِي مَوْضِعٍ آخَرَ {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا} [الكهف: ٢٩] أَيْ يَطْلُبُوا الْغِيَاثَ بِالْمَاءِ عَلَى عَادَتِهِمُ الِاسْتِغَاثَةَ فِي طَلَبِ الْغَيْثِ وَهُوَ الْمَطَرُ {يُغَاثُوا} [الكهف: ٢٩] أَيْ يُجَابُوا وَيُؤْتَوْا {بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ} [الكهف: ٢٩] أَيْ كَالصَّدِيدِ أَوْ كَعَكَرِ الزَّيْتِ عَلَى مَا صَحَّ عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - {يَشْوِي الْوُجُوهَ} [الكهف: ٢٩] أَيِ ابْتِدَاءً ثُمَّ يَسْرِي إِلَى الْبُطُونِ وَسَائِرِ الْأَعْضَاءِ انْتِهَاءً {بِئْسَ الشَّرَابُ} [الكهف: ٢٩] أَيِ الْمُهْلُ أَوِ الْمَاءُ، فَإِنَّهُ مَكْرُوهٌ وَمُكْرَهٌ. (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute