٥٧٧٢ - وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ، مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ: صِفَةُ مُحَمَّدٍ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ يُدْفَنُ مَعَهُ. قَالَ أَبُو مَوْدُودٍ: وَقَدْ بَقِيَ فِي الْبَيْتِ مَوْضِعُ قَبْرٍ، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.
ــ
٥٧٧٢ - (وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ) : خَبَرُ قَوْلِهِ (صِفَةُ مُحَمَّدٍ) أَيْ: نَعْتُهُ وَجُمْلَةُ قَوْلِهِ: (وَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يُدْفَنُ مَعَهُ) عُطِفَ عَلَى الْمُبْتَدَأِ أَيْ وَمَكْتُوبٌ فِيهَا أَيْضًا أَنَّ عِيسَى يُدْفَنُ مَعَهُ. قَالَ الطِّيبِيُّ: هَذَا هُوَ الْمَكْتُوبُ فِي التَّوْرَاةِ أَيْ: مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ صِفَةُ مُحَمَّدٍ كَيْتَ وَكَيْتَ، وَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يُدْفَنُ مَعَهُ، أَوِ الْمَكْتُوبُ صِفَةُ مُحَمَّدٍ كَذَا، وَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يُدْفَنُ مَعَهُ. (قَالَ أَبُو مَوْدُودٍ) : وَهُوَ أَحَدُ رُوَاةِ الْحَدِيثِ مَدَنِيٌّ ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ، وَقَالَ الْمُؤَلِّفُ: هُوَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُدْنِيُّ، رَأَى أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، وَسَمِعَ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ وَعُثْمَانَ بْنَ ضَحَّاكٍ، وَعَنْهُ ابْنُ مَهْدِيٍّ وَالْعَقِبِيُّ وَكَامِلٌ، وَثَّقُوهُ، تُوُفِيَ فِي إِمَارَةِ الْمَهْدِيِّ، لَهُ ذِكْرٌ فِي بَابِ فَضَائِلَ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ (وَقَدْ بَقِيَ فِي الْبَيْتِ) أَيْ: فِي حُجْرَةِ عَائِشَةَ (مَوْضِعُ قَبْرٍ) ، فَقِيلَ: بَيْنَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبَيْنَ الصَّدِّيقَيْنِ وَهُوَ الْأَقْرَبُ إِلَى الْأَدَبِ، وَقِيلَ بَعْدَ عُمَرَ، وَهُوَ الْأَظْهَرُ، فَقَدْ قَالَ الشَّيْخُ الْجَزَرِيُّ: وَكَذَا أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ مِمَّنْ دَخَلَ الْحُجْرَةَ، وَرَأَى الْقُبُورَ الثَّلَاثَةَ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ: النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُقَدَّمٌ، وَأَبُو بَكْرٍ مُتَأَخِّرٌ مِنْهُ رَأْسُهُ تُجَاهَ ظَهْرِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرَأْسُ عُمَرَ كَذَلِكَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ تِجَاهَ رِجْلَيِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبَقِيَ مَوْضِعُ قَبْرٍ وَاحِدٍ إِلَى جَنْبِ عُمَرَ وَقَدْ جَاءَ أَنَّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعْدَ لُبْثِهِ فِي الْأَرْضِ يَحُجُّ وَيَعُودُ، فَيَمُوتُ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَيُحْمَلُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَيُدْفَنُ فِي الْحُجْرَةِ الشَّرِيفَةِ إِلَى جَنْبِ عُمَرَ فَيَبْقَى هَذَانِ الصَّحَابِيَّانِ الْكَرِيمَانِ مَصْحُوبَيْنِ بَيْنَ هَذَيْنِ النَّبِيَّيْنِ الْعَظِيمَيْنِ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute