للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السَّحَابَةُ (جِبْرِيلُ، فَنَادَانِي فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ) أَيْ: قَوْلَكَ إِيَّاهُمْ (وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ) أَيْ: مِنْ إِيَّاهُمْ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الثَّانِي تَأْكِيدًا لِلْأَوَّلِ، وَبَيَانًا عَلَى أَنَّ الْإِضَافَةَ فِيهِ مِنَ الْمَصْدَرِ إِلَى فَاعِلِهِ، (وَقَدْ بَعَثَ) أَيْ: أَرْسَلَ اللَّهُ (إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ) . قَالَ) أَيِ: النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ (فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ) ، أَيْ بِنَحْوِ: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ، أَوْ يَا مُحَمَّدُ (فَسَلَّمَ عَلَيَّ) أَيْ: تَسْلِيمَ تَعْظِيمٍ وَتَكْرِيمٍ (ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ! إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ، وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ، وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ) ، أَيْ: بِشَأْنِكَ أَوْ بِمَا تُرِيدُهُ (إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ) : بِضَمِّ الْهَمْزِ وَكَسْرِ الْمُوَحَّدَةِ الْمُخَفَّفَةِ مِنْ أَطْبَقَ إِذَا جَعَلَ الشَّيْءَ فَوْقَ الشَّيْءِ مُحِيطًا بِجَمِيعِ جَوَانِبِهِ كَمَا يَنْطَبِقُ الطَّبَقُ عَلَى مَوْضِعٍ مِنَ الْأَرْضِ وَالْمَعْنَى إِذَا أَرَدْتَ أَنْ أَقْلِبَ (عَلَيْهِمُ الْأَخْشَبَيْنِ) . وَهُمَا جَبَلَانِ يُضَافَانِ إِلَى مَكَّةَ مَرَّةً، وَإِلَى مِنًى أُخْرَى، وَهُمَا وَاحِدٌ، ذَكَرَهُ شَارِحٌ. وَفِي الْفَائِقِ: الْأَخْشَبَانِ الْجَبَلَانِ الْمُطْبِقَانِ بِمَكَّةَ، وَهُوَ أَبُو قُبَيْسٍ وَالْأَحْمَرُ وَهُوَ جَبَلٌ مُشْرِفٌ وَجْهُهُ عَلَى قُعَيْقِعَانَ، وَالْأَخْشَبُ كُلُّ جَبَلٍ غَلِيظٍ، وَفِي الْقَامُوسِ: قُعَيْقِعَانُ كَزُعَيْفِرَانَ جَبَلٌ بِمَكَّةَ وَجْهُهُ إِلَى أَبِي قُبَيْسٍ.

(فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (بَلْ) أَيْ: لَا أُرِيدُ ذَلِكَ وَإِنِ اسْتَحَقُّوا لِكَفْرِهِمْ بَلْ (أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ) أَيْ: مِنْ أَنْسَابِ بَعْضِهِمْ (مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ) ، أَيْ: مَنْ يُوَحِّدُهُ مُنْفَرِدًا أَوْ لِيُطِيعَهُ مُخْلِصًا (لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا) أَيْ: مِنْ شِرْكٍ جَلِيٍّ أَوْ خَفِيٍّ (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>