٥٨٥٣ - وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( «إِنِّي لَأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ، إِنِّي لَأَعْرِفُهُ الْآنَ» ) . رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
ــ
٥٨٥٣ - ( «وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنِّي لَأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ» ) أَيْ: وَيَقُولُ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ كَمَا وَرَدَ فِي رِوَايَةٍ (قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ) ، قِيلَ: إِنَّهُ الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ كَذَا فِي بَعْضِ حَوَاشِي الشِّفَاءِ، وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ الْحَجَرُ الْمُتَكَلِّمُ الْمَعْرُوفُ بِزُقَاقِ الْحَجَرِ بَيْنَ الْمَسْجِدِ وَبَيْنَ بَيْتِ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، (إِنِّي لَأَعْرِفُهُ الْآنَ) . تَقْرِيرٌ لِقَوْلِهِ: إِنِّي لَأَعْرِفُ وَاسْتِحْضَارٌ لَهُ كَأَنَّهُ يَسْمَعُ كَلَامَهُ الْآنَ، هَذَا خُلَاصَةُ كَلَامِ الطِّيبِيِّ، وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ التَّقْدِيرُ: إِنِّي لَأَعْرِفُهُ الْآنَ بِالْوَصْفِ الْمَذْكُورِ، فَإِنَّهُ يَنْبَغِي وَجُودُهُ بِالْأَوْلَى مِنَ الْحَالَةِ الْأُولَى، فَقَدْ وَرَدَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( «لَمَّا اسْتَقْبَلَنِي جِبْرِيلُ بِالرِّسَالَةِ جَعَلْتُ لَا أَمُرُّ بِحَجَرٍ وَلَا شَجَرٍ إِلَّا قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ» ) . وَفِيهِ إِيمَاءٌ إِلَى أَنَّهُ مَبْعُوثٌ إِلَى كَافَّةِ الْخَلْقِ، كَمَا بَيَّنْتُهُ فِي شَرْحِ كَلَامِ شَيْخِنَا جَمَالِ الدِّينِ مُحَمَّدٍ الْبَكْرِيِّ عِنْدَ قَوْلِهِ: خَلِيفَتُكَ عَلَى كَافَّةِ خَلِيقَتِكَ. (رَوَاهُ مُسْلِمٌ) . وَكَذَا الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ، وَالتِّرْمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute