للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٩١٥ - وَعَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: «خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غَزْوَةَ تَبُوكَ، فَأَتَيْنَا وَادِيَ الْقُرَى عَلَى حَدِيقَةٍ لِامْرَأَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (اخْرُصُوهَا) فَخَرَصْنَاهَا، وَخَرَصَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَشَرَةَ أَوْسُقٍ وَقَالَ: (أَحْصِيهَا حَتَّى نَرْجِعَ إِلَيْكِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ) وَانْطَلَقْنَا، حَتَّى قَدِمْنَا تَبُوكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (سَتَهُبُّ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَةَ رِيحٌ شَدِيدَةٌ) فَلَا يَقُمْ فِيهَا أَحَدٌ، فَمَنْ كَانَ لَهُ بَعِيرٌ فَلْيَشُدَّ عِقَالَهُ) . فَهَبَّتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ. فَقَامَ رَجُلٌ فَحَمَلَتْهُ الرِّيحُ حَتَّى أَلْقَتْهُ بِجَبَلَيْ طَيِّئٍ. ثُمَّ أَقْبَلْنَا حَتَّى قَدِمْنَا وَادِيَ الْقُرَى، فَسَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَرْأَةَ عَنْ حَدِيقَتِهَا (كَمْ بَلَغَ ثَمَرُهَا؟) فَقَالَتْ عَشَرَةُ أَوْسُقٍ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ــ

٥٩١٥ - (وَعَنْ أَبِي حُمَيْدٍ) : بِالتَّصْغِيرِ (السَّاعِدِيِّ) : نِسْبَةً إِلَى بَنِي سَاعِدَةَ (قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غَزْوَةَ تَبُوكَ) ، أَيْ: إِلَيْهَا أَوْ فِيهَا فَنَصَبَ غَزْوَةَ عَلَى نَزْعِ الْخَافِضِ (فَأَتَيْنَا وَادِي الْقُرَى) : بِسُكُونِ يَاءِ الْوَادِي، لَكِنَّهَا تَسْقُطُ فِي الدَّرْجِ، وَفِي بَعْضِهَا بِنَصْبِهَا، وَهُوَ ظَاهِرٌ عَلَى أَنَّ التَّرْكِيبَ إِضَافِيٌّ لَا مَزْجِيٌّ وَقَالَ الْتُورِبِشْتِيُّ: وَادِي الْقُرَى لَا يُعْرَبُ الْيَاءُ مِنْ وَادِي، فَإِنَّ الْكَلِمَتَيْنِ جُعِلَتَا اسْمًا وَاحَدًا اهـ. وَهُوَ مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ أَيْ: جِئْنَاهُ مَارِّينَ (عَلَى حَدِيقَةٍ) ، أَيْ: بُسْتَانٍ عَلَيْهِ حَائِطٌ (لِامْرَأَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: اخْرُصُوهَا) : بِضَمِّ الرَّاءِ أَيْ: قَدِّرُوا وَخَمِّنُوا ثَمَرَهَا (فَخَرَصْنَاهَا) ، أَيْ: مُخْتَلِفِينَ فِي قَدْرِهَا (وَخَرَصَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَشَرَةَ أَوْسُقٍ) : وَالْوَسْقُ سِتُّونَ صَاعًا (وَقَالَ) ، أَيْ: لِلْمَرْأَةِ (أَحْصِيهَا) : بِفَتْحِ الْهَمْزِ أَيِ: اضْبُطِيهَا وَاحْفَظِي عَدَدَهَا كَمْ يَبْلُغُ ثَمَرُهَا (حَتَّى نَرْجِعَ إِلَيْكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَانْطَلَقْنَا حَتَّى قَدِمْنَا تَبُوكَ) : رَسْمُهُ بِغَيْرِ أَلِفٍ هُنَا فِي جَمِيعِ النُّسَخِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ غَيْرُ مُنْصَرِفٍ لَا غَيْرُ (فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: سَتَهُبُّ) : بِضَمِّ الْهَاءِ وَتَشْدِيدِ الْمُوَحَّدَةِ أَيْ: سَتَمُرُّ (عَلَيْكُمُ اللَّيْلَةَ رِيحٌ شَدِيدَةٌ فَلَا يَقُمْ فِيهَا أَحَدٌ) ، أَيْ: مِنْ مَكَانِهِ فَإِنَّهُ يَضُرُّهُ (فَمَنْ كَانَ لَهُ بَعِيرٌ فَلْيَشُدَّ) ، أَيْ: فَلْيَرْبِطْ مِنَ الْآنَ (عِقَالَهُ) ، بِكَسْرِ الْعَيْنِ مَا يُرْبَطُ بِهِ وَظِيفُ الْبَعِيرِ إِلَى ذِرَاعِهِ (فَهَبَّتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ) . فَهَذِهِ مُعْجِزَةٌ (فَقَامَ رَجُلٌ فَحَمَلَتْهُ الرِّيحُ حَتَّى أَلْقَتْهُ بِجَبَلَيْ طَيِّئٍ) ، بِيَاءٍ مُشَدَّدَةٍ بَعْدَهَا هَمْزٌ عَلَى وَزْنِ سَيِّدٍ، وَهُوَ أَبُو قَبِيلَةٍ مِنَ الْيَمَنِ ذَكَرَهُ فِي شَرْحِ مُسْلِمٍ، وَكَذَا فِي الْقَامُوسِ، ثُمَّ قِيلَ: الْجَبَلَانِ أَحَدُهُمَا أَجَأُ بِالتَّحْرِيكِ وَهُوَ بِهَمْزٍ وَجِيمٍ فَهَمْزٌ عَلَى فَعَلٍ كَجَبَلٍ، وَقِيلَ كَعَصَا، وَالْآخَرُ سَلْمَى بِفَتْحِ السِّينِ وَهُمَا بِأَرْضِ نَجْدٍ، وَيُقَالُ: إِنَّهُمَا سُمَّيَا بِاسْمِ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ مِنَ الْعَمَالِيقِ، وَالْحَاصِلُ أَنَّ هَذَا مُعْجِزَةٌ أُخْرَى.

<<  <  ج: ص:  >  >>