وَمُحَمَّدٌ وَزِيَادٌ وَكَثِيرٌ. (أَخْطَأَ الْجَيْشَ) ، أَيْ: أَضَلَّ طَرِيقَهُ بِحَيْثُ لَا يَهْتَدِي إِلَيْهِمْ سَبِيلًا (بِأَرْضِ الرُّومِ أَوْ أُسِرَ) ، أَيْ: فِيهَا شَكٌّ مِنَ الرَّاوِي (فَانْطَلَقَ هَارِبًا يَلْتَمِسُ الْجَيْشَ، فَإِذَا هُوَ) ، أَيْ: سَفِينَةُ (بِالْأَسَدِ) . أَيْ: بِفَرْدٍ عَظِيمٍ مِنْ جِنْسِ الْأَسَدِ (فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَارِثِ) ! وَهُوَ كُنْيَةُ الْأَسَدِ (أَنَا مَوْلَى - رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ مِنْ أَمْرِي كَيْتَ وَكَيْتَ) ، اسْتِئْنَافُ بَيَانٍ لِحَالِهِ فِي إِغْوَاءِ الطَّرِيقِ، أَوْ لِكَمَالِهِ فِي خِدْمَتِهِ نِعْمَ الرَّفِيقُ (فَأَقْبَلَ الْأَسَدُ، لَهُ بَصْبَصَةٌ) ، أَيْ: تَحْرِيكُ ذَنَبٍ كَفِعْلِ الْكَلْبِ تَمَلُّقًا إِلَى مَالِكِهِ، وَتَذَلُّلًا لِصَاحِبِهِ، وَالْجُمْلَةُ حَالٌ. وَفِي النِّهَايَةِ: بَصْبَصَ الْكَلْبُ بِذَنَبِهِ إِذَا حَرَّكَهُ، وَإِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ لِطَمَعٍ أَوْ خَوْفٍ (حَتَّى قَامَ) ، أَيِ: الْأَسَدُ (إِلَى جَنْبِهِ، كُلَّمَا سَمِعَ) ، أَيِ: الْأَسَدُ (صَوْتًا أَهْوَى إِلَيْهِ) ، أَيْ: قَصَدَهُ لِيَدْفَعَهُ إِنْ كَانَ صَوْتَ أَذًى (ثُمَّ أَقْبَلَ! يَمْشِي إِلَى جَنْبِهِ) ، أَيْ: إِلَى جَانِبِ سَفِينَةَ (حَتَّى بَلَغَ الْجَيْشَ، ثُمَّ رَجَعَ الْأَسَدُ) : فَكَأَنَّهُ كَانَ دَلِيلًا وَلِإِيصَالِهِ كَفِيلًا، وَقَدْ أَشَارَ صَاحِبُ الْبُرْدَةِ إِلَى هَذِهِ الزُّبَدَةِ بِقَوْلِهِ:
وَمَنْ تَكُنْ بِرَسُولِ اللَّهِ نُصْرَتُهُ ... إِنْ تَلَقَّهُ الْأَسَدُ فِي آجَامِهَا تَجِمُ
(رَوَاهُ) ، أَيِ: الْبَغَوِيُّ (فِي شَرْحِ السُّنَّةِ) ، أَيْ: بِإِسْنَادِهِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute