٥٩٥٤ - وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّ عُمَرَ بَعَثَ جَيْشًا وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا يُدْعَى سَارِيَةَ، فَبَيْنَمَا عُمَرُ يَخْطُبُ، فَجَعَلَ يَصِيحُ: يَا سَارِيَ! الْجَبَلَ فَقَدِمَ رَسُولٌ مِنَ الْجَيْشِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَقِيَنَا عَدُوُّنَا فَهَزَمُونَا، فَإِذَا بِصَائِحٍ يَصِيحُ: يَا سَارِيَ! الْجَبَلَ. فَأَسْنَدْنَا ظُهُورَنَا إِلَى الْجَبَلِ، فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ - تَعَالَى. رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي (دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ) .
ــ
٥٩٥٤ - (وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بَعَثَ جَيْشًا) ، أَيْ: أَرْسَلَهُمْ (إِلَى نَهَاوَنْدَ) : مُثَلَّثَةُ النُّونِ بَلَدٌ مِنْ بِلَادِ الْجِيلِ جَنُوبَيِّ هَمْدَانَ (وَأَمَّرَ) : بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ أَيْ: جَعَلَ أَمِيرًا عَلَيْهِمْ (رَجُلًا يُدْعَى) ، أَيْ: يُسَمَّى (سَارِيَةَ) ، فِي الْقَامُوسِ: هُوَ ابْنُ زَنِيمٍ الَّذِي نَادَاهُ عُمَرُ عَلَى الْمِنْبَرِ وَسَارِيَةُ بِنَهَاوَنْدَ اهـ. وَلَمْ يَذْكُرْهُ الْمُؤَلِّفُ. (فَبَيْنَمَا عُمَرُ يَخْطُبُ) ، أَيْ: فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ مِنْ أَكَابِرِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، مِنْهُمْ: عُثْمَانُ وَعَلِيٌّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ; فَهَذِهِ كَرَامَةٌ عَظِيمَةٌ وَمَنْقَبَةٌ جَسِيمَةٌ دَالَّةٌ عَلَى مَزِيَّةِ جَلَالَتِهِ وَصِحَّةِ خِلَافَتِهِ (فَجَعَلَ) أَيْ: عُمَرُ (يَصِيحُ) ، أَيْ: فِي أَثْنَاءِ خُطْبَتِهِ أَوْ بَعْدَ تَمَامِهَا (يَا سَارِيَ) ! مُرَخَّمُ سَارِيَةَ وَفِي نُسْخَةٍ: يَا سَارِيَةُ (الْجَبَلَ) بِالنَّصْبِ أَيِ: الْزَمِ الْجَبَلَ وَاجْعَلْهُ وَرَاءَ ظَهْرِكَ فَتَعَجَّبَ النَّاسُ (فَقَدِمَ رَسُولٌ مِنَ الْجَيْشِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَقِيَنَا) ! بِكَسْرِ الْقَافِ وَفَتْحِ الْيَاءِ فَقَوْلُهُ (عَدُوُّنَا) بِالرَّفْعِ وَفِي نُسْخَةٍ بِسُكُونِ الْيَاءِ وَنَصْبِ عَدُوِّنَا (فَهَزَمُونَا) ، أَيْ: فَغَلَبُونَا أَوَّلًا، (فَإِذَا بِصَائِحٍ يَصِيحُ: يَا سَارِيَ! الْجَبَلَ. فَأَسْنَدْنَا ظُهُورَنَا إِلَى الْجَبَلِ، فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى) : فِيهِ أَنْوَاعٌ مِنَ الْكَرَامَةِ لِعُمَرَ: كَشْفُ الْمَعْرَكَةِ وَإِيصَالُ صَوْتِهِ وَسَمَاعُ كُلٍّ مِنْهُمْ لِصَيْحَتِهِ وَفَتْحُهُمْ وَنَصْرُهُمْ بِبَرَكَتِهِ (رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي (دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute