٤٩٤ - «وَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنِ الْمَنِيِّ يُصِيبُ الثَّوْبَ فَقَالَتْ: كُنْتُ أَغْسِلُهُ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ وَأَثَرُ الْغَسْلِ فِي ثَوْبِهِ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ــ
٤٩٤ - (وَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ) : هُوَ مَوْلَى مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ كِبَارِ تَابِعِي الْمَدِينَةِ، وَهُوَ أَحَدُ الْفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ، مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةَ، وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً. (قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الْمَنِيِّ يُصِيبُ الثَّوْبَ) : يَحْتَمِلُ الْحَالَ وَالْوَصْفَ (فَقَالَتْ: كُنْتُ أَغْسِلُهُ) : أَيِ: الْمَنِيَّ (مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ وَأَثَرُ الْغَسْلِ فِي ثَوْبِهِ) .
قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى نَجَاسَةِ الْمَنِيِّ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ، وَمَالِكٍ. قُلْتُ: وَلَعَلَّ الشَّافِعِيَّ وَأَحْمَدَ يَحْمِلَانِ الْغَسْلِ عَلَى الطَّهَارَةِ مِنَ الْقَذَارَةِ، فَيَكُونُ مِنْ بَابِ النَّظَافَةِ، وَحَمْلُهُ عَلَى النِّسْيَانِ مُسْتَبْعَدٌ جِدًّا مَعَ قَوْلِهَا: " كُنْتُ " الدَّالِّ عَلَى التَّكْرَارِ وَالدَّوَامِ، وَضْعًا أَوْ عُرْفًا، عَلَى خِلَافٍ فِيهِ، وَأَغْرَبَ ابْنُ حَجَرٍ حَيْثُ قَالَ: وَغَسْلُهَا مَحْمُولٌ عِنْدَنَا عَلَى الِاحْتِيَاطِ ; لِطَهَارَتِهِ عِنْدَنَا، فَإِنَّ مِثْلَ هَذَا لَا يُقَالُ فِي حَقِّهَا رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا فَتَأَمَّلْ. (مُتَّفَق عَلَيْهِ
) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute