للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٩٧٠ - وَعَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - أَنَّهَا قَالَتْ: «وَارَأْسَاهْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (ذَاكِ لَوْ كَانَ وَأَنَا حَيٌّ فَأَسْتَغْفِرُ لَكِ وَأَدْعُو لَكِ) فَقَالَتْ عَائِشَةُ: وَاثُكْلَيَاهْ! وَاللَّهِ إِنِّي لَأَظُنُّكَ تُحِبُّ مَوْتِي، فَلَوْ كَانَ ذَلِكَ لَظَلِلْتَ آخِرَ يَوْمِكَ مُعْرِسًا بِبَعْضِ أَزْوَاجِكَ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (بَلْ أَنَا وَارَأْسَاهْ لَقَدْ هَمَمْتُ - أَوْ أَرَدْتُ - أَنْ أُرْسِلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَابْنِهِ وَأَعْهَدُ، أَنْ يَقُولَ الْقَائِلُونَ، أَوْ يَتَمَنَّى الْمُتَمَنُّونَ، ثُمَّ قُلْتُ: يَأْبَى اللَّهُ وَيَدْفَعُ الْمُؤْمِنُونَ، أَوْ يَدْفَعُ اللَّهُ وَيَأْبَى الْمُؤْمِنُونَ» ) . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

ــ

٥٩٧٠ - (وَعَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ) ، أَيْ: لِشِدَّةِ صُدَاعٍ بِهَا (وَارَأْسَاهْ!) : نَدَبَتْ رَأْسَهَا وَأَشَارَتْ إِلَى الْمَوْتِ (فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (ذَاكِ) : بِكَسْرِ الْكَافِ إِشَارَةٌ إِلَى مَا يَسْتَلْزِمُهُ الْمَرَضُ مِنَ الْمَوْتِ (لَوْ كَانَ) ، أَيْ: إِنْ حَصَلَ ذَاكَ أَيِ مَوْتُكِ (وَأَنَا حَيٌّ) ، أَيْ: وَالْحَالُ أَنِّي حَيٌّ (فَأَسْتَغْفِرُ لَكِ) ، أَيْ: لِمَحْوِ سَيِّئَاتِكَ (وَأَدْعُو لَكِ) . أَيْ لِرَفْعِ دَرَجَاتِكِ (فَقَالَتْ عَائِشَةُ: وَاثُكْلَيَاهْ) ! الثُّكْلُ بِالضَّمِّ وَيُحَرَّكُ عَلَى مَا فِي الْقَامُوسِ: الْمَوْتُ وَالْهَلَاكُ وَفُقْدَانُ الْحَبِيبِ أَوِ الْوَلَدِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: الثُّكْلُ كَقُفْلٍ فَقْدُ الْمَوْتِ، أَوْ مَنْ يَعِزُّ عَلَى الْفَاقِدِ، وَلَيْسَتْ حَقِيقَتُهُ بِمُرَادِهِ هُنَا، بَلْ هُوَ كَلَامٌ يَجْرِي عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ. (وَاللَّهِ إِنِّي لَأَظُنُّكَ) ، أَيْ: أَحْسَبُكَ (تُحِبُّ مَوْتِي، فَلَوْ كَانَ ذَلِكَ) ، أَيْ: لَوْ حَصَلَ مَوْتِي فِي يَوْمٍ (لَظَلِلْتَ) : بِكَسْرِ اللَّامِ أَيْ صِرْتَ فِي ذَلِكَ النَّهَارِ (آخِرَ يَوْمِكَ مُعْرِسًا) : بِضَمِّ مِيمٍ فَسُكُونٍ فَكَسْرٍ وَفِي

<<  <  ج: ص:  >  >>