قَوْلُهُ: (سَمِعْتُهُ يَقُولُ) : بَيَانٌ أَوْ بَدَلٌ لِقَوْلِهِ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبِالْجُمْلَةِ هُوَ تَفْصِيلٌ لِلْخِصَالِ الثَّلَاثِ وَالْخِصَالُ الثَّلَاثُ أَحَدُهَا قَوْلُهُ: (هُمْ أَشَدُّ أُمَّتِي عَلَى الدَّجَّالِ) . أَيْ: حِينَ ظُهُورِهِ، وَفِيهِ إِشْعَارٌ بِوُجُودِهِمْ إِلَى زَمَانِهِ بِكَثْرَةٍ (قَالَ) أَيْ: أَبُو هُرَيْرَةَ (وَجَاءَتْ صَدَقَاتُهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (هَذِهِ صَدَقَاتُ قَوْمِنَا) ، شَرَّفَهُمْ بِإِضَافَتِهِمْ إِلَى نَفْسِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهَذِهِ ثَانِيَتُهَا. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: (وَكَانَتْ سَبِيَّةٌ) : بِفَتْحٍ فَكَسْرٍ فَتَشْدِيدِ تَحْتِيَّةٍ أَيْ: أَسِيرَةٌ (مِنْهُمْ عِنْدَ عَائِشَةَ) : قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى جَوَازِ اسْتِرْقَاقِ الْعَرَبِ اه. وَفِي اسْتِدْلَالِهِ نَظَرٌ لَا يَخْفَى. (فَقَالَ) أَيِ: النَّبِيُّ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - (أَعْتِقِيهَا فَإِنَّهَا مِنْ وُلُدِ إِسْمَاعِيلَ) : بِضَمِّ اللَّامِ وَسُكُونٍ جَمْعُ وَلَدٍ، ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ. وَفِي نُسْخَةٍ بِفَتْحِهَا، فَفِي (الصِّحَاحِ) : الْوَلَدُ يَكُونُ وَاحِدًا وَجَمْعًا، وَكَذَلِكَ الْوُلُدُ بِالضَّمِّ، وَقَدْ يَكُونُ الْوَلَدُ جَمْعَ الْوَلَدِ كَالْأَسَدِ وَالْأُسْدِ، وَهَذِهِ ثَالِثَتُهَا، فَإِنَّهُ دَلَّ عَلَى أَنَّ فَضِيلَتَهُمْ لِكَوْنِهِمْ مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) .
الْفَصْلُ الثَّانِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute