٥٩٩٩ - وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ( «مَنْ غَشَّ الْعَرَبَ لَمْ يَدْخُلْ فِي شَفَاعَتِي، وَلَمْ تَنَلْهُ مَوَدَّتِي» ) . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ حُصَيْنِ بْنِ عُمَرَ، وَلَيْسَ هُوَ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ بِذَاكَ الْقَوِيِّ.
ــ
٥٩٩٩ - (وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ) : بِغَيْرِ صَرْفٍ وَقَدْ يُصْرَفُ (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (مَنْ غَشَّ الْعَرَبَ) أَيْ: خَانَهُمْ وَقَالَ شَارِحٌ أَيْ: أَبْغَضَهُمْ (لَمْ يَدْخُلْ فِي شَفَاعَتِي) ، أَيِ: الصُّغْرَى لِعُمُومِ الْكُبْرَى، (وَلَمْ تَنَلْهُ مَوَدَّتِي) . أَيْ: لَمْ تُصِبْهُ مَحَبَّتِي إِيَّاهُ، أَوْ لَمْ تَصِلْ وَلَمْ تَحْصُلْ لَهُ مَحَبَّتُهُ إِيَّايَ، وَالْمَقْصُودُ نَفْيُ الْكَمَالِ. (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ حُصَيْنِ بْنِ عُمَرَ وَلَيْسَ هُوَ) أَيْ: حُصَيْنُ الْمَذْكُورُ (عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ بِذَاكَ الْقَوِيِّ) . قُلْتُ: فَلْيَكُنِ الْحَدِيثُ ضَعِيفًا مِنْ طَرِيقِهِ، وَهُوَ مُعْتَبَرٌ فِي الْفَضَائِلِ، وَكَيْفَ وَهُوَ مُؤَيَّدٌ بِأَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ تَكَادُ تَصِلُ إِلَى التَّوَاتُرِ الْمَعْنَوِيِّ، كَقَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ( «حُبُّ الْعَرَبِ إِيمَانٌ وَبُغْضُهُمْ نِفَاقٌ» ) . رَوَاهُ الْحَاكِمُ عَنْ أَنَسٍ. وَفِي رِوَايَةِ الطَّبَرَانِيِّ فِي الْأَوْسَطِ عَنْهُ: ( «حُبُّ قُرَيْشٍ إِيمَانٌ وَبُغْضُهُمْ كُفْرٌ، وَحُبُّ الْعَرَبِ إِيمَانٌ بُغْضُهُمْ كُفْرٌ، فَمَنْ أَحَبَّ الْعَرَبَ فَقَدْ أَحَبَّنِي وَمَنْ أَبْغَضَ الْعَرَبَ فَقَدْ أَبْغَضَنِي» ) . وَفِي رِوَايَةِ الطَّبَرَانِيِّ فِي الْكَبِيرِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَهْدٍ: ( «أَحِبُّوا قُرَيْشًا فَإِنَّ مَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللَّهُ» ) . وَرَوَى الْحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: ( «أَحِبُّوا الْفُقَرَاءَ وَجَالِسُوهُمْ، وَأَحِبَّ مِنْ قَلْبِكَ، وَلْيَرُدُّكَ عَنِ النَّاسِ مَا تَعْلَمُ مِنْ نَفْسِكَ» ) . هَذَا وَالْحَدِيثُ الْمَذْكُورُ فِي الْمَتْنِ رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ أَيْضًا، وَأَقَلُّ مَرْتَبَةِ أَسَانِيدِهِ أَنْ يَكُونَ حَسَنًا، فَالْحَدِيثُ حَسَنٌ لِغَيْرِهِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute