٦٠٧٢ - وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَبَّابٍ، قَالَ: «شَهِدْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَحُثُّ عَلَى جَيْشِ الْعُسْرَةِ، فَقَامَ عُثْمَانُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلَيَّ مِائَةُ بَعِيرٍ بِأَحْلَاسِهَا وَأَقْتَابِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ حَضَّ عَلَى الْجَيْشِ، فَقَامَ عُثْمَانُ، قَالَ: عَلَيَّ مِائَتَا بَعِيرٍ بِأَحْلَاسِهَا وَأَقْتَابِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ حَضَّ، فَقَامَ عُثْمَانُ، فَقَالَ: عَلَيَّ ثَلَاثُمِائَةِ بَعِيرٍ بِأَحْلَاسِهَا وَأَقْتَابِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَأَنَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَنْزِلُ عَنِ الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ: (مَا عَلَى عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ هَذِهِ، مَا عَلَى عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ هَذِهِ) » . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.
ــ
٦٠٧٢ - (وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَبَّابٍ) ، بِفَتْحِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَتَشْدِيدِ الْمُوَحَّدَةِ الْأُولَى وَلَمْ يَذْكُرْهُ الْمُؤَلِّفُ فِي أَسْمَائِهِ. (قَالَ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَيْ: حَضَرْتُهُ (وَهُوَ يَحُثُّ) : بِضَمِّ حَاءٍ وَتَشْدِيدِ مُثَلَّثَةٍ أَيْ: يُحَرِّضُ (النَّاسَ عَلَى جَيْشِ الْعُسْرَةِ) ، أَيْ: عَلَى تَرْتِيبِ غَزْوَةِ تَبُوكَ، وَسُمِّيَتْ جَيْشَ الْعُسْرَةِ لِأَنَّهَا كَانَتْ فِي زَمَانِ اشْتِدَادِ الْحَرِّ وَالْقَحْطِ وَقِلَّةِ الزَّادِ وَالْمَاءِ وَالْمَرْكِبِ بِحَيْثُ يَعْسُرُ عَلَيْهِمُ الْخُرُوجُ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ لَمَّا كَانَتِ الْمُنَاهَضَةُ إِلَى عَدُوٍّ جَمِّ الْعَدَدِ شَدِيدِ الْبَأْسِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمُسْلِمِينَ مَعَ كَثْرَتِهِمْ حِينَئِذٍ، فَإِنَّهُ قِيلَ عَلَى مَا ذَكَرَهُ شَارِحٌ: كَانَ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ بَدْرٍ ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ، وَيَوْمَ أُحُدٍ سَبْعُمِائَةٍ، وَيَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَلْفٌ وَخَمْسُمِائَةٍ، وَيَوْمَ الْفَتْحِ عَشَرَةُ آلَافٍ، وَيَوْمَ حُنَيْنٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا وَهِيَ آخِرُ مَغَازِيهِ. (فَقَامَ عُثْمَانُ) ، أَيْ: بَعْدَ حَثِّهِ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - (فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلَيَّ) ، أَيْ: نَذْرٌ عَلَيَّ (مِائَةُ بَعِيرٍ بِأَحْلَاسِهَا) ، أَيْ: مَعَ جِلَالِهَا (وَأَقْتَابِهَا) ، أَيْ: رِحَالِهَا. قَالَ التُّورِبِشْتِيُّ وَغَيْرُهُ: الْأَحْلَاسُ جَمْعُ حِلْسٍ بِالْكَسْرِ وَسُكُونِ اللَّامِ، وَهُوَ كِسَاءٌ رَقِيقٌ يُجْعَلُ تَحْتَ الْبَرْذَعَةِ، وَالْأَقْتَابُ: جَمْعُ قَتَبٍ بِفَتْحَتَيْنِ وَهُوَ رَحْلٌ صَغِيرٌ عَلَى قَدْرِ سَنَامِ الْبَعِيرِ وَهُوَ لِلْجَمَلِ كَالْإِكَافِ لِغَيْرِهِ يُرِيدُ: عَلَيَّ هَذِهِ الْإِبِلُ بِجَمِيعِ أَسْبَابِهَا وَأَدَوَاتِهَا. (فِي سَبِيلِ اللَّهِ) أَيْ: فِي.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute