للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَا أَبَا عَمْرٍو لَسْتَ غَنِيًّا؟ ! قَالَ: هَذِهِ وَصْلَةٌ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَا صَدَقَةٌ، وَهُوَ مِنْ مَالٍ حَلَالٍ، فَتَصَدَّقَ عَلَيْهِمْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِائَةً وَخَمْسِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ جَلَسَ فِي بَيْتِهِ، وَكَتَبَ جَرِيدَةً بِتَفْرِيقِ جَمِيعِ الْمَالِ عَلَى الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ حَتَّى كَتَبَ أَنَّ قَمِيصَهُ الَّذِي عَلَى بَدَنِهِ لِفُلَانٍ وَعِمَامَتَهُ لِفُلَانٍ، وَلَمْ يَتْرُكْ شَيْئًا مِنْ مَالِهِ إِلَّا كَتَبَهُ لِلْفُقَرَاءِ، فَلَمَّا صَلَّى الصُّبْحَ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَبَطَ جِبْرِيلُ وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: أَقْرِئْ مِنِّي عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَامَ وَاقْبَلْ مِنْهُ الْجَرِيدَةَ ثُمَّ رُدَّهَا عَلَيْهِ وَقُلْ لَهُ قَدْ قَبِلَ اللَّهُ صَدَقَتَكَ وَهُوَ وَكِيلُ اللَّهِ وَوَكِيلُ رَسُولِهِ، فَلْيَصْنَعْ فِي مَالِهِ مَا شَاءَ وَلِيَتَصَرَّفَ فِيهِ كَمَا كَانَ يَتَصَرَّفُ قَبْلَ يَوْمٍ، وَلَا حِسَابَ عَلَيْهِ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» . أَخْرَجَهُ الْمُلَّا فِي سِيرَتِهِ. وَعَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ أَعْتَقَ ثَلَاثِينَ أَلْفًا أَخْرَجَهُ صَاحِبُ الصَّفْوَةِ. وَعَنْ مُحَمَّدٍ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ تُوُفِّيَ وَكَانَ فِيمَا خَلَّفَهُ ذَهَبٌ قُطِّعَ بِالْفُئُوسِ حَتَّى مَجَلَتْ أَيْدِيِ الرِّجَالِ مِنْهُ، وَتَرَكَ أَرْبَعَ نِسْوَةٍ، فَأَصَابَ كُلَّ امْرَأَةٍ ثَمَانُونَ أَلْفًا أَخْرَجَهُ فِي الصَّفْوَةِ. وَعَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: صَالَحْنَا امْرَأَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الَّتِي طَلَّقَهَا فِي مَرَضِهِ مِنْ ثُلُثِ الثُّمُنِ بِثَلَاثَةٍ وَثَلَاثِينَ أَلْفًا. وَفِي رِوَايَةٍ مِنْ رُبْعِ الثُّمُنِ أَخْرَجَهُ أَبُو عَمْرٍو. قَالَ الطَّائِيُّ: قُسِّمَ مِيرَاثُهُ عَلَى سِتَّةَ عَشَرَ سَهْمًا، مَبْلَغُ نَصِيبِ كَلِّ امْرَأَةٍ مِائَتَيْ أَلْفِ دِرْهَمٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>