٦٢٢٦ - وَعَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: «جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: مَا تَعُدُّونَ أَهْلَ بَدْرٍ فِيكُمْ؟ قَالَ: مِنْ أَفْضَلِ الْمُسْلِمِينَ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا قَالَ وَكَذَلِكَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ» . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
ــ
٦٢٢٦ - (وَعَنْ رِفَاعَةَ) بِكَسْرِ الرَّاءِ (ابْنِ رَافِعٍ) يُكَنَّى أَبَا مُعَاذٍ الزُّرَقِيَّ الْأَنْصَارِيَّ شَهِدَ بَدْرًا وَأُحُدًا وَسَائِرَ الْمَشَاهِدِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَشَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ الْجَمَلَ وَصِفِّينَ، مَاتَ فِي أَوَّلِ وِلَايَةِ مُعَاوِيَةَ، رَوَى عَنْهُ ابْنَاهُ عُبَيْدٌ وَمُعَاذٌ وَابْنُ أَخِيهِ يَحْيَى بْنُ خَلَّادٍ (قَالَ جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ) ، أَيْ: جِبْرِيلُ (مَا تَعُدُّونَ) بِضَمِّ عَيْنٍ وَتَشْدِيدِ دَالٍ أَيْ مَا تَعْتَبِرُونَ (أَهْلَ بَدْرٍ فِيكُمْ) وَالْخِطَابُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالْجَمْعُ لِلتَّعْظِيمِ أَوْ لَهُ وَلِمَنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِهِ مَعَهُ، وَالْمَعْنَى أَيُّ شَيْءٍ مِنْ مَرَاتِبِ الْفَضْلِ تَحْسَبُونَهَا لِأَهْلِ بَدْرٍ (قَالَ مِنْ) أَيْ: هُمْ مِنْ (أَفْضَلِ الْمُسْلِمِينَ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا) وَالظَّاهِرُ أَنَّهَا هُمْ أَفْضَلُ الْمُسْلِمِينَ (قَالَ) أَيْ: جِبْرِيلُ (وَكَذَلِكَ) أَيْ عِنْدَنَا حُكْمُ (مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ) أَيْ: هُمْ أَفْضَلُ مِمَّنْ لَمْ يَشْهَدْ مِنْهُمْ فَيَكُونُونَ أَفْضَلَ الْمَلَائِكَةِ أَوْ مِنْ أَفَاضِلِهِمْ، وَقَالَ الطِّيبِيُّ: أَيْ مِمَّنْ يَعُدُّونَ لِيُطَابِقَهُ الْجَوَابُ وَهُوَ مِنْ أَفْضَلِ الْمُسْلِمِينَ، وَأَتَى بِ (مَا) بَدَلَ مَنْ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِمْ، نَحْوُ قَوْلِهِمْ: سُبْحَانَ مَا سَخَّرَكُنَّ لَنَا. انْتَهَى. وَلَا يَخْفَى عَدَمُ ظُهُورِ إِفَادَةِ التَّعْظِيمِ مِنَ الْعُدُولِ مِنْ مَنْ إِلَى مَا وَإِنَّمَا جَاءَ مَنْ فِي مَوَاضِعَ بِمَعْنَى مَنْ أَوْ أُرِيدَ بِهِ الْوَصْفُ كَمَا فِي الْمِثَالِ الْمَذْكُورِ وَنَحْوُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} [الشمس: ٧] (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute