٦٢٥١ - وَعَنْ أَنَسٍ، «عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَقْرِئْ قَوْمَكَ السَّلَامَ فَإِنَّهُمْ مَا عَلِمْتُ أَعِفَّةٌ صُبُرٌ» . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.
ــ
٦٢٥١ - (وَعَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ) ، أَيْ: زَوْجِ أُمِّهِ (قَالَ: قَالَ لِي) ، أَيْ: بِخُصُوصٍ (رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " أَقْرِئْ ") : بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِ الرَّاءِ، وَفِي نُسْخَةٍ كَمَا فِي الْمَصَابِيحِ بِكَسْرِ هَمْزٍ وَفَتْحِ رَاءٍ أَيْ أَبْلِغْ (" قَوْمَكَ السَّلَامَ ") ، فَفِي النِّهَايَةِ يُقَالُ: أَقْرِئْ فُلَانًا السَّلَامَ وَاقْرَأْ عَلَيْهِ السَّلَامَ، وَكَأَنَّهُ حِينَ يُبْلِغُهُ السَّلَامَ يَحْمِلُهُ عَلَى أَنْ يَقْرَأَ السَّلَامَ. وَفِي الْمُغْرِبِ: اقْرَأْ سَلَامِي عَلَى فُلَانٍ وَأَقْرِئْهُ سَلَامِي عَامِّيٌّ، وَفِي الْقَامُوسِ: قَرَأَ عَلَيْهِ السَّلَامَ: أَبْلَغَهُ كَأَقْرَأَهُ، أَوْ لَا يُقَالُ: أَقْرَأَهُ إِلَّا إِذَا كَانَ السَّلَامُ مَكْتُوبًا. وَفِي الصِّحَاحِ: فُلَانٌ قَرَأَ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَأَقْرَأَكَ السَّلَامَ بِمَعْنًى وَأَقْرَأَهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ مُقْرِئٌ، وَفِي الْمِصْبَاحِ: قَرَأْتُ عَلَى زَيْدٍ السَّلَامَ أَقْرَؤُهُ عَلَيْهِ قِرَاءَةً، وَإِذَا أَمَرْتَ مِنْهُ. قُلْتَ: اقْرَأْ عَلَيْهِ السَّلَامَ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَتَعْدِيَتُهُ بِنَفْسِهِ خَطَأٌ، فَلَا يُقَالُ اقْرَأْهُ السَّلَامَ، لِأَنَّهُ بِمَعْنَى اتْلُ عَلَيْهِ. وَحَكَى ابْنُ الْقَطَّانِ أَنَّهُ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ رُبَاعِيًّا، فَيُقَالُ فُلَانٌ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ (" فَإِنَّهُمْ ") ، أَيْ: قَوْمَكَ (" مَا عَلِمْتُ ") : مَا: مَوْصُولَةٌ أَيْ بِنَاءً عَلَى مَا عَلِمْتُهُ فِيهِمْ مِنَ الصِّفَاتِ (" أَعِفَّةٌ ") : بِفَتْحٍ فَكَسْرٍ فَتَشْدِيدٍ جَمْعُ عَفِيفٍ وَهِيَ خَبَرُ إِنَّ وَمَا عَلِمْتُ مُعْتَرِضَةٌ (" صُبُرٌ ") . بِضَمَّتَيْنِ جَمْعُ صَابِرٍ كَبُزُلٍ وَبَازِلٍ، وَفِي نُسْخَةٍ بِضَمٍّ فَتَشْدِيدِ مَفْتُوحَةٍ كَرُكَّعٍ جَمْعُ رَاكِعٍ. - قَالَ الطِّيبِيُّ: " مَا " مَوْصُولَةٌ وَالْخَبَرُ مَخْذُوفٌ أَيِ الَّذِي عَلِمْتُ مِنْهُمْ أَنَّهُمْ كَذَلِكَ يَتَعَفَّوْنَ عَنِ السُّؤَالِ، وَيَتَحَمَّلُونَ الصَّبْرَ عِنْدَ الْقِتَالِ، وَهُوَ مِثْلُ مَا فِي الْحَدِيثِ يَقِلُّونَ عِنْدَ الطَّمَعِ وَيَكْثُرُونَ عِنْدَ الْفَزَعِ. وَقَالَ شَارِحٌ: " مَا " مَصْدَرِيَّةٌ يَعْنِي أَنَّهُمْ يَتَعَفَّفُونَ وَيَتَحَمَّلُونَ مُدَّةَ عِلْمِي بِحَالِهِمْ، أَوْ فِي عِلْمِي بِحَالِهِمْ أَوْ مَوْصُولَةٌ أَيْ فِيمَا عَلِمْتُ مِنْهُمْ (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute