للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدليل الثالث:

حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: (إذا نسي فأكل وشرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه) (١).

وجه الاستدلال بالحديث:

أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أضاف أكل الناسي إلى الله تعالى, وأسقط به القضاء, فدل على أن كل ما حصل بغير فعل الصائم لا يوجب القضاء, ومن جملة ذلك الجماع (٢).

نوقش من وجهين:

الوجه الأول:

الإكراه لا يغلب وجوده, وعذر النسيان غالب.

يمكن أن يجاب:

الغلبة وعدمها, ليست مناط إفساد الصوم, وإنما النظر إلى حصول المفطِّر بغير اختيار الصائم.

الوجه الثاني:

النسيان من قبل من له الحق, والحق لله تعالى, والإكراه من قبل غير من له الحق، فإذا كان كذلك, لم يصح أن يجعلا على السواء (٣).

يمكن أن يجاب:

يسلم أن النسيان يفارق الإكراه, بكون النسيان من قبل من له الحق, والإكراه من قبل غير من له الحق, إلا أنهما جميعا يصدق عليهما أنهما ليسا من قبل المكلف.

الدليل الرابع:

حديث ابن عباس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: (إن الله وضع عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه) (٤).

وجه الاستدلال بالحديث:

الوضع يشمل وضع الإثم, وما يترتب على الإثم من إفساد, أو كفارة.


(١) سبق تخريجه ص: ٢٠٢.
(٢) ينظر: المجموع, للنووي ٦/ ٣٢٣.
(٣) ينظر: البناية, للعيني ٤/ ٣٨.
(٤) سبق تخريجه ص: ٨٨.

<<  <   >  >>