للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رضي الله عنه- قَالَ: (لَا يَكُنْ حُبُّكَ كَلَفًا، وَلَا بُغْضُكَ تَلَفًا، فَقُلْتُ: كَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ: إِذَا أَحْبَبْتَ كَلِفْتَ كَلَفَ الصَّبِيِّ، وَإِذَا أَبْغَضْتَ أَحْبَبْتَ لِصَاحِبِكَ التَّلَفَ) وفي رواية: (فَلَا تَبْغَضْ بُغْضًا تُحِبُّ أَنْ تُتْلِفَ صَاحِبَكَ أو تُهْلِكَ) (١) وَقَالَ الْحَسَن: "أَحِبُّوا هَوْنًا، وَأَبْغِضُوا هَوْنًا، فَقَدْ أَفْرَطَ أَقْوَامٌ فِي حُبِّ أَقْوَامٍ، فَهَلَكُوا، وَأَفْرَطَ أَقْوَامٌ فِي بُغْضِ أَقْوَامٍ فَهَلَكُوا" (٢)، وَهذه الصفة من صفات عثمان -رضي الله عنه- كما وصفه بها عمر -رضي الله عنه- حيث قَالَ: (وَكَيْفَ لِي بِعُثْمَانَ؟ فَهُوَ رَجُلٌ كَلِفٌ بِأَقَارِبِهِ؟) (٣) أَيْ شَدِيدُ الحُبِّ لَهُمْ. والكَلَف: الوُلُوع بِالشَّيْءِ، مَعَ شُغْل قَلبٍ ومَشَقَّة (٤).

بعد العنوان والحديث أيقونات: التخريج والفقه … :

تخريج الحديث:

يراعى في التخريج موضع الحديث من كتب السنة والحكم عليها باختصار، كما في الهامش.

فقه الحديث:

يذكر من الفقه ما يفيد العنوان فقط وما يقنع الزائر بالمعلومة ويوضحها باختصار، ومثاله:

أرشد الحديث والآثار على ضبط المحبة المطلقة، والتي تربط البشر بعضهم ببعض، وذلك بالنهي عن المبالغة والإفراط الشديد في الحب، وما يترتب على هذا الحب من مشاعر وانفعالات وأفعال، وكذلك النقيض بالبغض حيث لا بد من التوازن فيها. دون اندفاع في العواطف حبًا وبغضًا. فإنها إذا جاوز المرء الحد ففعله


(١) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ص: ٤٤٨ ح ١٣٢٢) والبيهقي في شعب الإيمان (٨/ ٥١٨ ح ٦١٣٧) وصححه الألباني.
(٢) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (٨/ ٥١٨ ح ٦١٧٤)، والبغوي في شرح السنة (١٣/ ٦٥ ح ٣٤٨١).
(٣) أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (٣/ ٨٨٣).
(٤) النهاية في غريب الحديث والأثر (٤/ ١٩٧).

<<  <   >  >>