للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالصبر وعلو الهمة، فالعلم طويل وشاق، ومعالي الأمور لا تنال إلا على جسر من التعب. واحذر أخي طالب العلم من المزالق التي تهوي بصاحبها إلى الإثم

-والعياذ بالله-؛ كالكبر والعجب والجرأة على الفتوى بغير علم.

أسأل الله أن ينفعني وإياك، وأن يرزقنا لذة العلم وحلاوته في الدنيا، والرفعة به في الآخرة، إنه سميع قريب.

وبعد أن يسعى المؤمن الذي يشرع في تعاهد قلبه بما سبق ذكره ستتضح الصورة لديه فيما يتوجب عليه عمله من الأعمال وهي كثيرة جدًا، وسيفتح الله عليه بابًا من أبواب رحمته وبركته، وسينظر لحياته بمنظور إيماني ملؤه الطمأنينة والسكينة، وسيجد قوة وحماسًا في عبادة الله.

ونذكر هنا طرفًا من الأعمال التي بها صلاح القلب لأنها كثيرة؛ فمن أعظم الأمور التي تصلح القلب:

(١) الأعمال الصالحة بجميع أنواعها، من ذكر وصلاة وصوم … إلخ، والجد والاجتهاد بالإحسان فيها، وذلك بأدائها على ما وردت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بأركانها وواجباتها وسننها.

والعبادة منها ما هو فرض، حكم من تركها؛ كافر. وأهمها الأركان الخمسة.

والفرائض أحب الأعمال إلى الله؛ للحديث الذي رواه أَبِو هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْه وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ

<<  <   >  >>