للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن للعبادات -بما فيها الأذكار- عظيم الأثر على صحة الأبدان، وسعة الرزق، وتيسير الأمور؛ فليفزع لها عند الضيق. قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "إن للحسنة نورًا في القلب، وضياء في الوجه، وقوة في البدن، وزيادة في الرزق، ومحبة في قلوب الخلق. وإن للسيئة سوادًا في الوجه، وظلمة في القلب، ووهنا في البدن، ونقصًا في الرزق وبغضًا في قلوب الخلق" (١).

وقال سليمان الخواص -رحمه الله-: "الذكر للقلب بمنزلة الغذاء للجسم، فكما لا يجد الجسد لذة الطعام مع السقم فكذلك القلب لا يجد حلاوة الذكر مع حب الدنيا".

قال الشاعر:

دواء قلبك خمس عند قسوته … فاذهب عليها تفز بالخير والظفر

خلاء بطن وقرآن تدبره … كذا تضرع باك ساعة السحر

ثم التهجد جنح الليل أوسطه … وأن تجالس أهل الخير والخبر

فكان الصحابة -رضي الله عنهم- ولنا فيهم قدوة حسنة- يجلسون للذكر، والهدف تقوية الإيمان في قلوبهم.

(٢) ومما يحيي القلب: مجالسة الصالحين، انظر إلى قوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: ٢٨].

إن مجالسة الصالحين تعين على علو الهمة وإعلاء القدوة، ذلك أن في صحبة أهل القلوب الربانية، وحضور مجالسهم، إعانة على صلاح القلوب وتوجيه النفس للطريق الصحيح. وأفضل هؤلاء الصالحين هم أهل العلم.


(١) ابن القيم في روضة المحبين (ص ٤٤١) لأنس، وابن عباس رضي الله عنهم.

<<  <   >  >>