وضعت في أذهان معتنقيها في أقدس صورة والربط بينها وبين مخلوق صغير حقير. ولم يكتف بهذا الربط بل حشد لهذا المخلوق جموعا ضخمة فعجزوا عن خلقه، ثم في الصورة التي تنطبع في الذهن من طيرانهم خلف الذباب لاستنقاذ ما يسلبه، وفشلهم مع اتباعهم عن هذا الاستنقاذ.
ج- ومعنى انتهاء الكون ثم محاسبة الناس على أعمالهم ودخول المحسنين الجنة والمسيئين النار، ولذة أهل النعيم والترحيب بهم وشقاء أهل العذاب وتبكيتهم: كل ذلك يمكن أن يفهمها الإنسان مجردة وهي حقائق لم تقع بعد. فالتعبير عنها بكلمات مجردة تنقل الفكرة إلى الذهن باهتة.
ولكن التعبير القرآني وضع لنا هذه الحقائق في إطار زاه حافل بالحركة، وكأن المرء- حين يقرؤها- يعيش أجواءها، وتنقبض النفس لمشاهدة الأهوال وتخضع لقوة الجبار وتتشوّق لمرافقة السعداء.