لقد أدرك العلم الحديث شيئا جزئيا من حياة الحيوان بالمخالطة والتتبع والاستقراء، وتأكد لدى الباحثين أن كل حيوان ينتمي إلى فصيلة معينة تجمع بين أفرادها خصائص واحدة وتربطها فيما بينها نظم ثابتة ولها وسائلها الخاصة في التفاهم.
ومن دراسة ظواهر الحيوانات الأليفة أثبتوا أن لكل صنف منها لغة خاصة يتفاهم بها ويتعارف مع غيره على أحواله، وأحوال ما يحيط به.
فالدجاجة تصدر أصواتا خاصة مميزة عند ما تدعو صغارها إلى التقاط الحبوب وترى الصغار تتجمع حولها بسرعة، ولكنها تصدر أصواتا أخرى عند تحذيرها من خطر وشيك، فترى الصغار تهرب للاختباء في القنّ أو تحت أجنحتها.
يقول «ألن يفو» أحد علماء الحيوان: إنه وقف يوما يرقب ثلاثة من صغار الثعالب تلعب حول أمها، وإذا بصغير منها يدخل الغابة ويبتعد عنها كثيرا حتى غاب عن النظر، فاستوت الأم قائمة ومدت أنفها إلى الناحية التي ذهب منها وبقيت على حالها هذه برهة عاد بعدها الصغير في اتجاه لا يلتفت يمنة ولا يسرة كأنما تجذبه بخيط لا تراه العين.
والنحلة إذا حصلت على حقل مزهر عادت إلى الخلية، وما أن تتوسطها حتى ترقص رقصا خاصا فإذا بالنحل يندفع إليها ويسير خلفها إلى حيث تهديها النحلة إلى الزهور، بل برقصاتها المعينة تكون قد حددت الجهة والبعد ونوع المرعى .. فلا بد لكل هذه الفصائل من الحيوانات والحشرات من لغة للتفاهم ونظام تسير عليه.
لقد قرر القرآن الكريم هذه الحقائق بكل وضوح قبل أن يتطور علم الحيوان الذي لا يزال يدرس الحالات الظاهرة، وبين أن هذه اللغة يمكن