واتجهت الأبحاث العلمية التي تجرى على النحل والعسل إلى دراسة سم النحل، إذ تقوم حاليا بعض المؤسسات الطبية باستخراج سمّ النحل الذي يفرزه عن طريق آلة اللسع لاستعماله في معالجة بعض الأمراض المستعصية، وفي أمريكا وإنجلترا حاليا مناحل لا غرض لها إلا تربية النحل لاستخراج مصله، وعمل حقن منها لعلاج كثير من الأمراض الروماتيزمية، اللمباجو وعرق النسا، ونجحت في علاج التراخوما «الرمد الحبيبي»، وما زال العلم يحمل إلينا في كل يوم فائدة طبية من فوائد ما يخرج من بطون النحل من عسل وسم.
ونقلت الصحف في ١٩ فبراير ١٩٥٦ نقلا عن أخبار لندن أنه توجد فيها امرأة نمساوية تدعى (مسز أوين) تداوي المرضى الذين يئس الأطباء من شفائهم بقرص النحل، وقد أثار خبر هذه السيدة اهتماما كبيرا في أوساط لندن، لا سيما وأن نتائج معالجتها قد أدت إلى الشفاء.
ومن الأخبار العلمية التي نشرت في مارس ١٩٥٦ م أن أحد كبار الجراحين في مستشفى «نور فولك» الإنجليزي استخدم عسل النحل لتغطية آثار الجروح الناتجة عن العمليات الجراحية التي يجريها بعد أن ثبت أنه يساعد على سرعة التئام هذه الجروح وإزالة آثارها، فلا تترك ندوبا وتشويها بعد العملية، كما تبين أن طبيعة العسل وما يحويه من مواد تساعد على نمو الأنسجة البشرية من جديد فتلتئم الجروح بطريقة مستوية، ويقوم الطبيب برش العسل على موضع الجرح بصورة سائل وعلى هيئة حبيبات (١).
قام الدكتور «أف. ج. ساكيت» بكلية كولورادو الزراعية بتجربة فزرع جراثيم مختلف الأمراض على العسل الصافي، ولبث ينتظر النتيجة، وقد أثارت النتائج إعجابه، إذ ماتت الجراثيم وقضي عليها كلها في فترة بضع ساعات، أو في مدة أقصاها بضعة أيام. ماتت جراثيم حمى التيفوس بعد