للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومفيدا لا تنقطع فوائده، ونسخ به سالف الكتب، وجمع الكثير من معانيه في القليل من لفظه ... ) (١).

كما تولى المفسرون بيان مزايا الأسلوب القرآني وبلاغته ووجوه إعجازه من خلال تفاسيرهم، فنجد شيخ المفسرين في زمانه الإمام ابن جرير الطبري المتوفى سنة ٣١٠ هـ يقول في مقدمة تفسيره: ( ... من أشرف تلك المعاني التي فضل بها كتابنا سائر الكتب قبله نظمه العجيب، ووصفه الغريب، وتأليفه البديع الذي عجزت عن نظم مثل أصغر سوره الخطباء، وكلّت عن وصف شكله البلغاء، وتحيّرت في تأليفه الشعراء).

وعلى إثر ذلك اتسعت دائرة الكتابة في علوم البلاغة بعامة وفي إعجاز القرآن بشكل خاص. ولعل أول من ألف كتابا مستقلا تحت هذا العنوان هو أبو عبد الله محمد بن يزيد الواسطي المتوفى سنة (٣٠٦) هـ، وسماه «إعجاز القرآن البياني». إلا أننا لم نظفر بكتاب الواسطي، وتذكر كتب التراجم أن عبد القاهر الجرجاني شرح كتاب الواسطي بكتابين- أحدهما صغير، والثاني كبير وسماه «المعتضد» - وذلك قبل تأليفه كتاب «دلائل الإعجاز» إلا أن شرحي كتاب الواسطي لم يصلا إلينا.

ولننظر بشيء من التفصيل ما كتب في إعجاز القرآن عند علماء المعتزلة فهم الذين بدءوا بالرد على بعض علمائهم الذين قالوا بالصرفة ثم نجيل النظر في كتب أهل السنّة والجماعة في إعجاز القرآن.


(١) «تأويل مشكل القرآن» ص ١٠.

<<  <   >  >>