سواء كان باستطاعة البشر عادة معرفته أم لا؛ أجاب بقوله: الله ورسوله أعلم. وهذا جهل بالشرع؛ فإنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما كان يعلم الغيب وهو في قيد الحياة - كما حكى الله تعالى ذلك عنه في القرآن: {وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ} -؛ فكيف يعلم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك بعد أن انتقل إلى الرفيق الأعلى؟! فالصواب اليوم أن يقتصر في الجواب على قوله: الله أعلم. وإنما كان الصحابة رضي الله عنهم يجيبونه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقولهم: الله ورسوله أعلم. لعلمهم بأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما سألهم إلا وعنده علم ذلك، وإلا؛ ليُنَبَّئَهُم به. فتنبه لهذا، ولا تكن من الغافلين! (٢) فيه مشروعية التوسل إلى الله تعالى بأسماء الله تعالى {الحسنى وصفاته، وهو ما أمر الله تعالى به في قوله: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: ١٨] } ؛ ولا سيما الاسم الأعظم. وقد اتفق العلماء على ذلك؛ لهذا الحديث وما في معناه. وإن مما يؤسف له أن ترى الناس اليوم - وفيهم كثير من الخاصة - لا تكاد تسمع أحداً منهم يتوسل بأسماء الله تعالى؛ بل إنهم على العكس من ذلك يتوسلون بما لم يأت به كتاب ولا سنة، ولم يعرف عن السالفين من الأئمة؛ كقولهم: أسألك بحق فلان، أو جاه فلان، أو حرمة فلان! وقد يحتج أولئك على عملهم هذا بأحاديث بعضها صحيح - كحديث الأعمى،