قد شبهتمونا بالحمير والكلاب، والله! لقد رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي، وإني على السرير بينه وبين القبلة مضطجعة، فتبدو لي الحاجة، فأكره أن أجلس فأوذيَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَأَنْسَلُّ من عند رجليه. وفي رواية: فَأَنْسَلُّ من قبل رِجْلَيِ السرير حتى أَنْسَلَّ من لحافي. زاد أحمد والبيهقي: كراهية أن أستقبله بوجهي. وهي عند البخاري، دون قوله: بوجهي. وهو رواية لأحمد. وله عنده (٦/٢٠٠) طريق ثالث عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء عن عروة بن الزبير أخبره: أن عائشة أخبرته قالت: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي، وأنا معترضة على السرير بينه وبين القبلة. قلت: أبينهما جُدُرُ المسجدِ؟ قالت: لا؛ في البيت إلى جُدُرِه. وسنده صحيح على شرط الستة. قال النووي في " شرح مسلم ": " استدلت به عائشة رضي الله عنها والعلماء بعدها على أن المرأة لا تقطع صلاة الرجل، وفيه جواز صلاته إليها، وكره العلماء أو جماعة منهم الصلاة إليها لغير النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لخوف الفتنة بها، وتذكّرها، واشتغال القلب بها بالنظر إليها. وأما النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فمنزّه عن هذا كله في صلاته، مع أنه كان في الليل، والبيوت يومئذٍ ليس فيها مصابيح ". اهـ. قلت: وقضية المصابيح هي من حديث لعائشة. سيأتي في فصل خاص قبل (الركوع) . وأما الاستدلال بحديثها هذا على أن المرأة لا تقطع صلاة الرجل مطلقاً؛ ففيه نظر؛