للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

..............................................................................


كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي، وأنا معترضة بين يديه.
وإلى حديث ابن عباس:
مررت بين يدي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنا على أتان. فقلت لأبي: إذا مر الكلب الأسود
بين يدي المصلي يقطعُ صلاته؟ قال: نعم. قلت له: يعيد؟ قال: نعم؛ إن كان أسود ".
وأما الرواية الأخرى: فهي رواية إسحاق بن منصور المروزي في " مسائله " عن
أحمد وإسحاق. قال:
" قلت - يعني: لأحمد -: ما يقطع الصلاة؟ قال: ما يقطعها إلا الكلب الأسود
الذي لا أشك فيه، وفي قلبي من (الحمار والمرأة) شيء. قال إسحاق: لا يقطع إلا
الكلب الأسود. قال أحمد: ومن الناس من يقول: إن قول عائشة حيث قالت:
كنت أنام بين يدي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... ليس بحجة على هذا الحديث - يعني: من قال:
يقطع الصلاة المرأة، والحمار، والكلب -؛ لأن النائم غير المارِّ.
وقول ابن عباس في الحمار حيث مر بين يدي بعض الصف؛ ليس بحجة؛ لأن
سترة الإمام سترةُ مَن خلفه ". اهـ.
قلت: وحديث ابن عباس المشار إليه أخرجه الأئمة الستة وغيرهم عنه بلفظ:
أقبلت راكباً على أتانٍ، وأنا يومئذٍ قد ناهزت الاحتلام، ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي
بالناس بمنى إلى غير جدار (*) ، فمررت بين يدي بعض الصف، فنزلت، وأرسلت الأتان
ترتع، فدخلت في الصف، فلم ينكر ذلك عليَّ أحد.
والحديث - كما قال أحمد - لا حجة فيه؛ لأن الأتان لم تمرَّ بين يديه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد قال
ابن عبد البر - كما في " الفتح " (١/٤٥٤) -:

<<  <  ج: ص:  >  >>