للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١- " إذا صح الحديث؛ فهو مذهبي " (١) .

٢- " لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا؛ ما لم يعلم من أين أخذناه " (٢) .

وفي رواية: " حرام على مَن لم يعرف دليلي أن يُفتي بكلامي ".


(١) ابن عابدين في " الحاشية " (١/٦٣) وفي رسالته " رسم المفتي " (١/٤ من مجموعة
رسائل ابن عابدين) ، والشيخ صالح الفُلاني في " إيقاظ الهمم " (ص ٦٢) وغيرهم، ونقل ابن
عابدين عن " شرح الهداية " لابن الشَّحْنَة الكبير- شيخ ابن الهُمَام - ما نصه:
" إذا صح الحديث، وكان على خلاف المذهب؛ عُمِل بالحديث، ويكون ذلك مذهبه، ولا
يخرج مقلده عن كونه حنفيّاً بالعمل به؛ فقد صح عن أبي حنيفة أنه قال:
إذا صح الحديث؛ فهو مذهبي. وقد حكى ذلك الإمام ابن عبد البر عن أبي حنيفة،
وغيره من الأئمة ".
قلت: وهذا من كمال علمهم وتقواهم؛ حيث أشاروا بذلك إلى أنهم لم يحيطوا بالسنة
كلها - وقد صرح بذلك الإمام الشافعي؛ كما يأتي -؛ فقد يقع منهم ما يخالف السنة التي لم
تبلغهم؛ فأمرونا بالتمسك بها، وأن نجعلها من مذهبهم رحمهم الله تعالى أجمعين.
(٢) ابن عبد البر في " الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء " (ص ١٤٥) ، وابن القيم
في " إعلام الموقعين " (٢/٣٠٩) ، وابن عابدين في " حاشيته " على " البحر الرائق " (٦/٢٩٣)
وفي " رسم المفتي " (ص ٢٩ و ٣٢) ، والشعراني في " الميزان " (١/٥٥) بالرواية الثانية، والرواية
الثالثة رواها عباس الدوري في " التاريخ " لابن معين (٦/٧٧/١) بسند صحيح عن زُفَر، وورد
نحوه عن أصحابه: زُفَر، وأبي يوسف، وعافية بن يزيد - كما في " الإيقاظ " (ص ٥٢) -، وجزم
ابن القيم (٢/٣٤٤) بصحته عن أبي يوسف، والزيادة في التعليق على " الإيقاظ " (ص ٦٥)
نقلاً عن ابن عبد البر، وابن القيم وغيرهما.
قلت: فإذا كان هذا قولهم فيمن لم يَعلم دليلَهم؛ فليت شعري! ماذا يقولون فيمن علم أن =

<<  <  ج: ص:  >  >>