رسائل ابن عابدين) ، والشيخ صالح الفُلاني في " إيقاظ الهمم " (ص ٦٢) وغيرهم، ونقل ابن عابدين عن " شرح الهداية " لابن الشَّحْنَة الكبير- شيخ ابن الهُمَام - ما نصه: " إذا صح الحديث، وكان على خلاف المذهب؛ عُمِل بالحديث، ويكون ذلك مذهبه، ولا يخرج مقلده عن كونه حنفيّاً بالعمل به؛ فقد صح عن أبي حنيفة أنه قال: إذا صح الحديث؛ فهو مذهبي. وقد حكى ذلك الإمام ابن عبد البر عن أبي حنيفة، وغيره من الأئمة ". قلت: وهذا من كمال علمهم وتقواهم؛ حيث أشاروا بذلك إلى أنهم لم يحيطوا بالسنة كلها - وقد صرح بذلك الإمام الشافعي؛ كما يأتي -؛ فقد يقع منهم ما يخالف السنة التي لم تبلغهم؛ فأمرونا بالتمسك بها، وأن نجعلها من مذهبهم رحمهم الله تعالى أجمعين. (٢) ابن عبد البر في " الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء " (ص ١٤٥) ، وابن القيم في " إعلام الموقعين " (٢/٣٠٩) ، وابن عابدين في " حاشيته " على " البحر الرائق " (٦/٢٩٣) وفي " رسم المفتي " (ص ٢٩ و ٣٢) ، والشعراني في " الميزان " (١/٥٥) بالرواية الثانية، والرواية الثالثة رواها عباس الدوري في " التاريخ " لابن معين (٦/٧٧/١) بسند صحيح عن زُفَر، وورد نحوه عن أصحابه: زُفَر، وأبي يوسف، وعافية بن يزيد - كما في " الإيقاظ " (ص ٥٢) -، وجزم ابن القيم (٢/٣٤٤) بصحته عن أبي يوسف، والزيادة في التعليق على " الإيقاظ " (ص ٦٥) نقلاً عن ابن عبد البر، وابن القيم وغيرهما. قلت: فإذا كان هذا قولهم فيمن لم يَعلم دليلَهم؛ فليت شعري! ماذا يقولون فيمن علم أن =