للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

باعد بيني وبين خطاياي (١) ؛ كما باعدت بين المشرق والمغرب. اللهم!

نَقِّنِي (٢) من خطاياي؛ كما يُنَقَّى الثوب الأبيض من الدنسِ. اللهم!

اغسلني من خطاياي بالماء والثَّلْج والبَرَدِ (٣) "، وكان يقوله في الفرض.

وهو أصح أدعية الاستفتاح سنداً (٤) .


وهي سنن ثابتة متواترة عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والظاهر أنها لم تبلغ الإمام مالكاً رحمه الله، أو
بلغته؛ ولكن لم يأخذ بها لسبب عنده.
وأما أنت أيها المالكي! فلا يمنعك التعصب لمذهبك من الأخذ بها؛ فإنه لا عذر لك
في ذلك أبداً.
(١) أي: بين أفعالٍ لو فعلتها تصير خطايا. فالمطلوب الحفظ، وتوفيق الترك. أو:
بين ما فعلتها من الخطايا. والمطلوب المغفرة.
وأمثال هذا السؤال منه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من باب إظهار العبودية وتعظيم الربوبية، وإلا؛ فهو
- مع عصمته - مغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
(٢) بالتشديد؛ أي: طهرني منها بأتم وجه وأوكده.
(٣) بفتح الراء: حَبُّ الغمام؛ أي: بأنواع المطهرات. والمراد مغفرة الذنوب، وسترها
بأنواع الرحمة والألطاف.
قيل: والخطايا لكونها مؤدية إلى نار جهنم نزلت منزلتها؛ فاستُعمل في محوها من
المبردات ما يستعمل في إطفاء النار. ذكره السندي.
(٤) ذكر ذلك الحافظ في " الفتح " (٢/١٨٣) ، وسبقه إليه شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله في رسالة " تنوع العبادات " (٨٥) ، وقال (٨٧) :
" ومع هذا؛ فعامة العلماء من الصحابة ومن بعدهم يستحبون الاستفتاح بغيره، كما
يستحب جمهورهم الاستفتاح بقوله: " سبحانك اللهم! ... "، وسبب ذلك هو: أن

<<  <  ج: ص:  >  >>