ذلك؛ لكثرة مخالفيه. وقوله: " وما أنا من المشركين ": بيان للحنيف، وإيضاح لمعناه. والمشرك يطلق على كل كافر؛ من عابد وثن، أو صنم، ويهودي، ونصراني، ومجوسي، وزنديق. وقوله: " إن صلاتي ونسكي ": قال الأزهري: اسم جامع للتكبير، والقراءة، والركوع، والسجود، والدعاء، والتشهد وغيرها. قال: والنسك: العبادة. والناسك: الذي يُخلص عبادته لله تعالى. وقيل: النسك: ما أمر به الشرع ". اهـ. (١) أي: حياتي ومماتي. والجمهور على فتح الياء الآخرة في: " محياي " وقُرِئ بإسكانها. (٢) هكذا قال مسلم في رواية، {وأبو عوانة} ، وأبو داود، والترمذي في نسخة، والدارمي، والدارقطني، والطيالسي، وعنه البيهقي، وأحمد في رواية. وهي رواية الشافعي - كما سبق -، وكذلك رواه من حديث أبي هريرة. وفي رواية لمسلم، {وأبي عوانة} ، والبيهقي، وأحمد، والترمذي في نسخة، وهي رواية النسائي: " وأنا من المسلمين ". وهي رواية الطبراني عن أبي رافع. قال السندي رحمه الله: " كأنه كان يقول أحياناً كذلك؛ لإرشاد الأمة إلى ذلك، ولاقتدائهم به فيه، وإلا؛ فاللائق به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وأنا أول المسلمين "؛ كما جاء في كثير من الروايات ". قلت: وأنا أرى أن أصل الحديث: " وأنا أول المسلمين ". ولكن بعض الرواة استشكل ذلك بالنسبة إلى غيره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأمر بتغييرها بقوله: " وأنا من المسلمين ".