قلت: وإسناد حديث جابر حسن. رجاله كلهم رجال البخاري، غير عبد السلام بن محمد الحمصي؛ فقال أبو حاتم: " صدوق ". وذكره ابن حبان في " الثقات ". وقال الحافظ في " التلخيص " (٣/٣٠٥) : " سنده جيد. لكنه من رواية ابن المنكدر عنه، وقد اختُلف عليه فيه ". قلت: وقد رواه غير واحد عن شعيب بن أبي حمزة؛ فلم يذكر فيه مع التوجه: " سبحانك اللهم! ... " كما سبق. والله أعلم. وقد ثبت الاستفتاح بـ: " سبحانك اللهم! ... " فقط عن عمر رضي الله عنه؛ كما رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " (٢/١٤٣/٢) ، والطحاوي، والدارقطني، والبيهقي من طرق صحيحة عنه، وفي بعضها أنه: كان يجهر بها؛ ليتعلموها. وهو في " صحيح مسلم " (٢/١٠) . وهذا دليل ظاهر على أن ذلك من سننه عليه الصلاة والسلام، وإلا؛ فغير معقول أن يُقْدِم عمر على الابتداع - مع كثرة أدعية الاستفتاح عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ لاسيما وهو يرفع صوته بذلك، ولا أحد من الصحابة ينكر ذلك عليه، وهذا بَيَّنٌ لا يخفى. والحمد لله. وقد ذهب إلى هذا الاستفتاح بدون: " وجهت وجهي ": أبو حنيفة وأصحابه، وقال الإمام محمد في " الآثار " - بعد أن ساق أثر عمر المذكور، ثم قال -: " وبهذا نأخذ في افتتاح الصلاة، ولكنَّا لا نرى أن يجهر بذلك الإمام، ولا من خلفه، وإنما جهر عمر رضي الله عنه؛ ليعلمهم ". اهـ. وبذلك قال الإمام أحمد - كما في " مسائل أبي داود " عنه (٣٠) -، وإسحاق،