ابن عبد العزيز من الجهر بها باطل؛ لا أصل له. والأوزاعي - إمام الشام - مذهبه في ذلك مذهب مالك: لا يقرؤها سراً، ولا جهراً. قال شيخ الإسلام في " الفتاوى " (١/٨٥) : " فهذه الوجوه وأمثالها إذا تدبرها العالم؛ قطع بأن حديث معاوية إما باطل لا حقيقة له، وإما مُغَيَّرٌ عن وجهه ". اهـ. فإذا كان هذا حالَ هذا الحديث - وهو أجود ما يعتمد عليه في هذه المسألة، كما قال الخطيب البغدادي فيما نقله عنه نصر المقدسي -؛ علمت حال الأحاديث الأخرى، وسيأتي الكلام عليها مفصلاً. الطريق الثانية: عن محمد بن المتوكل بن أبي السَّرِيِّ قال: صليت خلف المعتمر بن سليمان من الصلوات ما لا أحصيها؛ الصبح والمغرب، فكان يجهر بـ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قبل {فاتحة الكتاب} وبعدها، وسمعت المعتمر يقول: ما آلو أن أقتدي بصلاة أبي. وقال أبي: ما آلو أن اقتدي بصلاة أنس بن مالك. وقال أنس: ما آلو أن أقتدي بصلاة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أخرجه الدارقطني (١١٦) ، والحاكم (١/٢٣٣ - ٢٣٤) ، وقال: " رواته عن آخرهم ثقات ". ووافقه الذهبي. وهو كما قالا، لكن لا يلزم منه أنه صحيح ثابت؛ لأن الصحة لا تثبت حتى ينتفي الشذوذ والعلة، ويثبت حفظ الراوي وضبطه، وكل هذا غير متحقق هنا؛ فإن ابن أبي السَّرِيِّ هذا متكلَّم فيه من جهة حفظه، وفي " التقريب ": " صدوق، له أوهام كثيرة ". اهـ.