عند الشافعي -. وتارة يقول: فلم يقرأ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} حين افتتح القرآن - كما في رواية ابن عياش -. وتارة يقول: فلم يقرأ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} لِ {أم القرآن} ، ولم يقرأها للسورة التي بعدها - كما في رواية الدارقطني عن ابن جريج -. قال الزيلعي (١/٣٥٤) : " ومثل هذا الاضطراب في السند والمتن، مما يوجب ضعف الحديث؛ لأنه مشعر بعدم ضبطه ". والوجه الثالث: أن معاوية لما قدم المدينة؛ كان أنس مقيماً بالبصرة، ولم يذكر أحد علمناه أنه كان مع معاوية حينئذٍ؛ بل الظاهر أنه لم يكن معه. والوجه الرابع: أن مذهب أهل المدينة - قديماً وحديثاً - ترك الجهر بها، ومنهم من لا يرى قراءتها أصلاً؛ قال عروة بن الزبير - أحد الفقهاء السبعة -: أدركت الأئمة وما يستفتحون القراءة إلا بـ: {الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ} . وقال عبد الرحمن الأعرج: أدركت الأئمة وما يستفتحون القراءة إلا بـ: {الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ} . ولا يُحفظ عن أحد من أهل المدينة بإسناد صحيح أنه كان يجهر بها، إلا شيء يسير، وله محمل. وهذا عملهم يتوارثه آخرهم عن أولهم، فكيف ينكرون على معاوية ما هو شبههم؟! هذا باطل. والوجه الخامس: أن معاوية لو رجع إلى الجهر بالبسملة - كما نقلوه -؛ لكان هذا أيضاً معروفاً من أَمْره عند أهل الشام الذين صحبوه، ولم يُنقل هذا أحد عن معاوية؛ بل