" صحيح الإسناد، ولا أعلم في رواته منسوباً إلى الجرح ". وتعقبه الذهبي؛ فقال: " قلت: بل خبر واهٍ، كأنه موضوع؛ لأن عبد الرحمن صاحب مناكير، وسعيد: إن كان الكُرَيزي؛ فهو ضعيف، وإلا؛ فهو مجهول ". اهـ. ولذلك قال الحافظ في " الدراية " (٧١) : " وإسناده ضعيف ". وعن الحاكم رواه البيهقي في " المعرفة " - بسنده ومتنه - وقال: " إسناده ضعيف ". قلت: فهذه الأحاديث الثلاثة؛ هي أصح ما ورد في الجهر بالبسملة وأصرحها، وقد ظهر لك أنها ضعيفة كلها، إلا حديث أنس في بعض طرقه، لكن ليس فيه أنه كان يجهر بها في الصلاة؛ ولذلك قال ابن القيم في " الزاد " (١/٧٣) : " وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجهر بـ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} تارة، ويخفيها أكثر مما يجهر بها، ولا ريب أنه لم يكن يجهر بها دائماً في كل يوم وليلة؛ خمس مرات أبداً، حضراً وسفراً، ويخفى ذلك على خلفائه الراشدين، وعلى جمهور أصحابه، وأهل بلده في الأعصار الفاضلة؛ هذا من أمحل المحال حتى يحتاج إلى التشبُّث فيه بألفاظ مجملة، وأحاديث واهية؛ فصحيح تلك الأحاديث غير صريح، وصريحها غير صحيح ". قلت: وآخر كلامه يناقض أوله؛ لأنه إذا كان يرى - وهو الحق - أنه لا يصح حديث صريح في الجهر بها؛ فكيف يجزم بأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يجهر بها تارة؟! وقد كان شيخه ابن تيمية أدق منه في التعبير في هذا الموضع؛ حيث قال في " الفتاوى " (١/٧٩) في صدد هذا البحث: " ولكن يمكن أنه كان يجهر بها أحياناً، أو أنه كان يجهر بها قديماً ثم ترك ذلك؛