وهذا إسناد حسن أو صحيح. ٣- عن مَعْمَر عن عطاء الخراساني عن يحيى بن يَعْمَر - عن عائشة - قال: سألها رجل: ... فذكر نحوه. أخرجه أحمد (١٦/٥٣ و ١٦٧) . ورجاله ثقات رجال مسلم، إلا أنه منقطع؛ يحيى ابن يَعْمَر لم يسمع من عائشة - كما قال أبو داود -. لكن في الرواية الأولى لأحمد: قال: قلت: كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرفع صوته بالقراءة؟ قالت: ... الحديث. ففيه التصريح بسماعه منها، والسند إلى الخراساني صحيح، لكنه منقطع أيضاً؛ فعطاء هذا مع كونه من رجال مسلم؛ فقد قال في " التقريب ": " صدوق يهم كثيراً، ويرسل ويدلس ". فلعل ذلك من أوهامه أو تدليساته. الحديث الثاني: عن أبي هريرة قال: كانت قراءة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالليل يرفع طوراً، ويخفض طوراً. أخرجه أبو داود (١/٢٠٨) ، والطحاوي (١/٢٠٣) من طريق ابن المبارك عن عِمْرَان ابن زائدة عن أبيه عن أبي خالد الوالِبي عنه. وهذا إسناد ضعيف؛ زائدة - وهو: ابن نَشِيط - وشيخه أبو خالد فيهما جهالة، وفي " التقريب " أنهما مقبولان. ثم رأيته في " المستدرك " (١/٣١٠) من هذا الوجه، وصححه هو والذهبي. والحديث يدل على أن المصلي في الليل مخير بين الإسرار بالقراءة، والجهر بها، وبه يقول أبو حنيفة وصاحباه - كما في " شرح المعاني " -.