الذي جعل في الأمر سَعَةً. فيقرأ كل أحد بما قدر عليه من نشاطه وكسله، وبما سلم من إخلاصه، أو خوفه الرياءَ والتصنعَ على نفسه ". (١) وقد قال تعالى: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ} . قال الترمذي: " ومعنى هذا الحديث: إن الذي يُسِرُّ بقراءة القرآن أفضل من الذي يجهر بها؛ لأن صدقة السر أفضل عند أهل العلم من صدقة العلانية. وإنما معنى هذا عند أهل العلم: لكي يأمن الرجلُ من العُجب؛ لأن الذي يُسِرّ العمل لا يخاف عليه العُجب ما يُخاف عليه من علانيته ". قال السندي: " لكن الذي يقتضيه أمره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبي بكر: " ارفع من صوتك ": أن الاعتدال في القراءة أفضل؛ فإما أن يحمل الجهر في الحديث على المبالغة، والسر على الاعتدال. أو على أن هذا الحديث محمول على ما إذا كان الحال يقتضي السر، وإلا؛ فالاعتدال في ذاته أفضل ". قلت: والاحتمال الثاني أظهر. والله أعلم. (٢) أخرجه البخاري في " أفعال العباد " (٩٤) ، وأبو داود (١/٢٠٩) ، والنسائي (١/٣٥٧) ، والترمذي (٢/١٥١ - طبع بولاق) ، وابن نصر (٥٣) ، والحاكم (١/٥٥٤ - ٥٥٥) ، وأحمد (٤/١٥١ و ١٥٨) عن بَحِير بن سعد عن خالد بن مَعْدَان عن كثير بن مُرّة الحضرمي عن عقبة بن عامر مرفوعاً به. وقال الترمذي: