للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

..............................................................................


وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه - وقد سبق لفظه بتمامه [ص ٤٦٠ -
٤٦١]-:
أنهم قدروا قيامه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الأُخْرَيَيْنِ على النصف من قيامه في الأُوليَيْنِ، وهو قدر
ثلاثين آية. فقيامه في هاتين الركعتين يكون قدر خمسَ عشْرَةَ آية.
وقد اختلف العلماء في استحباب قراءة السورة في الأُخريين من الرباعية والثالثة
من المغرب؛ فقيل بالاستحباب، وبعدمه. وهما قولان للشافعي رحمه الله. كذا في
" شرح مسلم ".
قلت: والصحابة أيضاً اختلفوا في ذلك:
فبعضهم كان لا يقرأ - وقد ساق أخبارهم الطحاوي (١/١٢٣ - ١٢٤) ، والبيهقي
(٢/٦٥) -.
وبعضهم كان يقرأ - ومن هؤلاء أبو بكر الصديق رضي الله عنه -؛ ففي " الموطأ "
(١/١٠٠) ، ومن طريقه البيهقي (٢/٦٤ و ٣٩١) :
أن أبا بكر رضي الله عنه قرأ في الركعة الثالثة من المغرب بـ: {أم القرآن} وهذه
الآية: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا ... } الآية.
وسنده صحيح - كما قال النووي (٣/٣٨٣) -. وزاد البيهقي في رواية:
وقال سفيان بن عُيينة: لما سمع عمر بن عبد العزيز بهذا عن أبي بكر الصديق رضي
الله عنه؛ قال:
إن كنتُ لَعَلَى غير هذا حتى سمعتُ بهذا؛ فأخذتُ به.
وقد أخذ به من علمائنا المتأخرين أبو الحسنات اللكنوي في " التعليق الممجد "
(ص ١٠٢) ، وقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>