ما لك تقرأ في المغرب بقصار المفصل؟! لقد كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ في صلاة المغرب طولى الطوليين. قال: قلت لعروة: ما طولى الطوليين؟ قال: {الأَعْرَاف} . والسياق لأحمد. وزاد أبو داود قال: وسألت أنا ابن أبي مُلَيكة؟ فقال لي من قِبَلِ نفسه: {المَائِدَة} و {الأَعْرَاف} . وهي عند [ابن خزيمة] ، والبيهقي أيضاً؛ إلا أنه قال: {الأَنْعَام} .. مكان: {المَائِدَة} . وكذلك رواه الجوزقي من الطريق التي أخرِجها أبو داود، كما ذكره الحافظ، وذكر بعض الروايات شاهدةً لذلك، ثم قال: " فحصل الاتفاق على تفسير الطولى بـ: {الأَعْرَاف} ، وفي تفسير الأخرى ثلاثة أقوال؛ المحفوظ منها: {الأَنْعَام} . اهـ. وقد تابعه هشام بن عروة عن عروة: أخرجه أحمد (٥/١٨٧) : ثنا سليمان بن داود: أنا عبد الرحمن بن أبي الزِّنَاد عن هشام بن عروة عن أبيه عن مروان بن الحكم قال: قال لي زيد بن ثابت: ألم أرك الليلة خفَّفت القراءة في سجدتي المغرب؟! والذي نفسي بيده! إن كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيقرأُ فيهما بطولى الطوليين. وهذا إسناد جيد. وأما رواية عروة بن الزبير عنه؛ فأخرجها النسائي، والطحاوي (١/١٢٤) من طريق أبي الأسود: أنه سمع عروة بن الزبير يقول: أخبرني زيد بن ثابت؛ أنه قال لمروان بن الحكم: يا أبا عبد الملك! ما يحملك على أن تقرأ في صلاة المغرب بـ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ،