ذُكر لها أن ناساً يقرؤون القرآن في الليلة مرة أو مرتين. فقالت: أولئك قرؤوا، ولم يقرؤوا؛ كنت أقوم مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة التمام، فكان يقرأ سورة {البَقَرَة} ، و {آلِ عِمْرَان} ، و {النِّسَاء} ؛ فلا يمر بآية فيها تخويف إلا دعا الله عز وجل واستعاذ، ولا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله عز وجل وَرغِبَ إليه. أخرجه أحمد (٦/٩٢ و ١١٩) من طريق ابن لَهِيعة عن الحارث بن يزيد عن زياد بن نُعيم عنه. وهذا إسناد جيد؛ فإن ابن لَهيعة إنما يخشى من سوء حفظه، وإنما حدث من حفظه بعد احتراق كتبه - كما قال الحاكم وغيره -. وقد قال عبد الغني بن سعيد الأزدي والساجي وغيرهما: " إذا روى العبادلة عن ابن لَهيعة؛ فهو صحيح: ابن المبارك، وابن وهب، والمقرئ. وقال نعيم بن حماد: سمعت ابن مهدي يقول: لا أعتدُّ بشيء من حديث ابن لهيعة إلا سماع ابن المبارك ونحوه ". قلت: وابن المبارك ممن روى هذا الحديث عند أحمد؛ فهو صحيح الإسناد. وقد أخرجه أبو يعلى أيضاً - كما في " المجمع " (٢/٢٧٢) -. ثم رأيته في سنن البيهقي (٢/٣١٠) من طريق يحيى بن أيوب عن الحارث بن يزيد به. وهذه متابعة قوية. (١) وتمامه: فجعل يقول: " سبحان ربي العظيم ". فكان ركوعه نحواً من قيامه، ثم قال: