دخلت أنا ويحيى بن جَعْدَة على رجل من الأنصار من أصحاب الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: ذكروا عند رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مولاة لبني عبد المطلب؛ فقال: إنها تقوم الليل وتصوم النهار. قال: فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لكني أنام وأصلي، وأصوم وأفطر، فمن اقتدى بي؛ فهو مني، ومن رغب عن سنتي؛ فليس مني، إن لكل عمل شِرَّة ثم فترة، فمن كانت فترته إلى بدعة؛ فقد ضَلَّ، ومن كانت فترته إلى سنة؛ فقد اهتدى ". وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. وهو حديث آخر عن مجاهد عن الأنصاري، وقد رواه مسلم بن كيسان الأعور عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعاً نحو حديث الكتاب. أخرجه الطحاوي (٢/٨٩) . والأعور هذا: ضعيف - كما في " التقريب " -. وللحديث شاهد من رواية أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: " إن لكل شيء - وفي لفظ: عمل - شرة، ولكل شِرَّة فترة، فإن كان صاحبها سَدَّدَ وقَارَب؛ فارجوه، وإن أُشير إليه بالأصابع؛ فلا تَعُدُّوه ". أخرجه الترمذي (٢/٧٤ - طبع بولاق) ، والطحاوي عن محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عنه. وهذا سند حسن. وقال الترمذي: " حديث حسن صحيح ". وعزاه المنذري لابن حبان فقط في " صحيحه "!